الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ذَهَبَ عَامَّةُ الفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلْمُحْدِثِ حَدَثًا أَصْغَرَ أَنْ يَمَسَّ القُرْآنَ، إِلَّا إِذَا أَتَمَّ طَهَارَتَهُ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾.
وَلِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ.
وَكَذَلِكَ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ إِلَى أَنَّهُ يُمْتَنَعُ عَلَى غَيْرِ المُتَطَهِّرِ مَسُّ جِلْدِ المُصْحَفِ المُتَّصِلِ بِهِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
1ـ لَا يَجُوزُ فَتْحُ الجَوَّالِ لِتِلَاوَةِ القُرْآنِ العَظِيمِ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ تَامَّةٍ.
2ـ أَمَّا حَمْلُ الجَوَّالِ الذي فِيهِ القُرْآنُ فَلَا حَرَجَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى إِذَا كَانَ بَرْنَامَجُ القُرْآنِ مُغْلَقًا، وَإِنْ كَانَ الأَوْلَى أَنْ يَكُونَ الإِنْسَانُ مُتَوَضِّئًا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |