الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. ويقول تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه.
ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ، حَسْبُ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ) رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه. هذا أولاً.
ثانياً: القاعدة الفقهية تقول: (إذا اجتمع المتسبِّب والمباشر فلا ضمان على المتسبِّب).
ثالثاً: الانتحار كبيرة من الكبائر، من استحلَّها فقد كفر وكان من الخالدين في نار جهنم، وإلا فأمره إلى الله تعالى، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذَّبه.
وبناء على ذلك:
فما صدر منك تجاه الرجل الآخر خطأ كبير، يجب أن تبادر إلى التوبة منه، هذا إذا لم يكن ظالماً لك، وإلا فكما قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}.
واللائق في المؤمن أن يتحلَّى بأخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وخاصة في ساعة الغضب، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أما انتحاره هو فإثمه عليه لا عليك، إلا إذا كنت ظالماً له، وأنت تعلم ضيق أخلاقه وقلة صبره، فأنت آثم في ذلك، وعليك بالتوبة والاستغفار لك وله، وكثرة الصدقة. هذا، والله تعالى أعلم.