الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد صَرَّحَ الفُقَهَاءُ بِكَرَاهَةِ التَّثَاؤُبِ، فمن اعتَرَاهُ ذلكَ، فَلْيَكْظِمْهُ، وليَرُدَّهُ قَدْرَ الطَّاقَةِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «التَّثَاؤُبُ مِن الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ الشَّيْطَانُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وذلكَ بِإِطبَاقِ شَفَتَيهِ، فإنْ لم يَستَطِعْ وَضَعَ يَدَهُ على فَمِهِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ» رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما. ثمَّ يَخفِضُ صَوتَهُ، ولا يَعوِي.
روى ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، وَلَا يَعْوِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ».
وكذلكَ التَّثَاؤُبُ في الصَّلاةِ مَكْرُوهٌ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وبناء على ذلك:
فالسُّنَّةُ عِندَ التَّثَاؤُبِ أن يَكظِمَ الإِنسَانُ مَا استَطَاعَ، فإنْ عَجِزَ عن ذلكَ، فإنَّهُ يُستَحَبُّ لَهُ أن يُغَطِّيَ فَاهُ بِظَهْرِ يَدِهِ اليُسْرَى إن كَانَ قَاعِدَاً، أو بِيَدِهِ اليُمْنَى إن كَانَ قَائِمَاً. هذا، والله تعالى أعلم.