الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قِيلُوا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَقِيلُ».
وروى ابن ماجه عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ، وَبِالْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ».
ثانياً: القَيْلُولَةُ هِيَ النَّوْمُ وَسَطَ النَّهَارِ عِنْدَ الزَّوَالِ، وَمَا قَارَبَهُ من قَبْلُ أَو بَعْدُ، وَلَكِنْ؛ الرَّاجِحُ أَنَّ القَيْلُولَةَ بَعْدَ الزَّوَالِ ـ بَعْدَ الظُّهْرِ ـ لِمَا رواه الإمام البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
ثالثاً: نَوْمُ القَيْلُولَةِ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، لِأَنَّهُ يُعْطِي للنَّفْسِ حَظَّهَا من الرَّاحَةِ في النَّهَارِ، فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ اسْتَقْبَلَتِ السَّهَرَ بِقُوَّةٍ وَنَشَاطٍ وَانْبِسَاطٍ، فَيَقْوِّي ذَلِكَ على الطَّاعَةِ في اللَّيْلِ بالتَّهَجُّدِ وَتِلاوَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
وبناء على ذلك:
فَالقَيْلُولَةُ هِيَ النَّوْمُ بَعْدَ الظُّهْرِ أَو قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، وَهِيَ سُنَّةٌ، وَهِيَ لِمُرِيدِ التَّهَجُّدِ بِمَنْزِلَةِ السَّحُورِ للصَّائِمِ، وَيُسْتَحَبُّ التَّنَعُّمُ بِنَوْمِ القَيْلُولَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.