الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُبِضَ، قُبِضَ عَنِ تِسْعٍ مِنَ النِّسَاءِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ جَمِيعَاً.
وَمِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا مَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ، لَا يَنْتَهِي إِلَى المَرْأَةِ الْأُولَى إِلَّا فِي تِسْعٍ، فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا.
وبناء على ذلك:
فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْتَحَقَ بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى، وَتَرَكَ تِسْعَاً مِنْ نِسَائِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ جَمِيعَاً، وَهُنَّ:
السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ بِنْتُ سَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وَالسَّيِّدَةُ حَفْصَةُ بِنْتُ سَيِّدِنَا عُمَرَ الفَارُوقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وَالسَّيِّدَةُ أُمُّ سَلَمَةَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَالسَّيِّدَةُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَالسَّيِّدَةُ أُمُّ حَبِيبَةَ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وَالسَّيِّدَةُ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَالسَّيِّدَةُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَالسَّيِّدَةُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَالسَّيِّدَةُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَتُوُفِّيَتِ اثْنَتَانِ مِنْهُنَّ حَالَ حَيَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، وَالسَّيِّدَةُ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ عَنْ تِسْعِ نِسْوَةٍ *** إلَيْهِنَّ تُعْزَى المَكْرُمَاتُ وَتُنْسَبُ
فَـعَـائِـشَـةٌ مَـيْـمُـونَـةٌ وَصَفِيَّةٌ *** وَحَـفْـصَةُ تَتْلُوهُنَّ هِنْدٌ وَزَيْنَبُ
جُـوَيْـرِيَـةُ مَعَ رَمْـلَةٍ ثُمَّ سَـوْدَةٍ *** ثَلَاثٌ وَسِـتٌّ ذِكْـرُهُـنَّ مُهَذَّبُ
هذا، والله تعالى أعلم.