الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ صَرَّحَ الفُقَهَاءُ بِاسْتِحْبَابِ دَفْنِ شَعْرِ العَانَةِ، لِمَا رَوَى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ مِيلٍ بِنْتِ مِشْرَحٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبِي قَلَّمَ أَظْفَارَهُ، ثُمَّ دَفَنَهَا؛ وَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ.
وَسُئِلَ الإِمَامُ أَحْمَد عَنِ الرَّجُلِ يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَيَدْفِنُهُ أَمْ يُلْقِيهِ؟
قَالَ: يَدْفِنُهُ.
قُلْت: بَلَغَكَ فِيهِ شَيْءٌ؟
قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْفِنُهُ. / كَذَا في المُغْنِي لابْنِ قُدَامَةَ.
وبناء على ذلك:
فَيُسْتَحَبُّ دَفْنُ شَعْرِ العَانَةِ بَعْدَ حَلْقِهِ، لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ للغَيْرِ أَنْ يَنْظُرَ إلى شَعْرِ عَانَةِ الآخَرِينَ، لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ النَّظَرُ إِلَيْهِ مُتَّصِلَاً، وَكَذَلِكَ لَا يَجُوزُ النَّظَرُ إِلَيْهِ مُنْفَصِلَاً. هذا، والله تعالى أعلم.