الطيب للمرأة

9118 - الطيب للمرأة

29-08-2018 8973 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم التطيب للمرأة بشكل عام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9118
 2018-08-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: تَطَيُّبُ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا مَطْلُوبٌ شَرْعَاً وَمُحَبَّبٌ، لِأَنَّ تَطَيُّبَهَا لِزَوْجِهَا يُوَلِّدُ الأُلْفَةَ وَالمَحَبَّةَ بَيْنَهُمَا، وَهَذَا مَا تَفَطَّنَتْ إِلَيْهِ المَرْأَةُ العَرَبِيَّةُ عِنْدَمَا أَوْصَتِ ابْنَتَهَا بِقَوْلِهَا: أَنْ لَا يَشَمَّ مِنْكِ إِلَّا كُلَّ طَيِّبٍ.

ثانياً: أَمَّا تَطَيُّبُ المَرْأَةِ عِنْدَ خُرُوجِهَا مِنَ البَيْتِ، أَو في مَحَلٍّ فِيهِ رِجَالٌ أَجَانِبُ فَهُوَ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ شَرْعَاً، وَجَاءَ فِيهِ إِنْذَارٌ شَدِيدٌ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، روى الإمام أحمد والحاكم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ».

وفي رواية أبي داود قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اسْتَعْطَرَتِ المَرْأَةُ، فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا، فَهِيَ كَذَا وَكَذَا» قَالَ قَوْلَاً شَدِيدَاً.

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَهِيَ زَانِيَةٌ»: يَعْنِي هِيَ بِسَبَبِ ذَلِكَ مُتَعَرِّضَةٌ للزِّنَا، سَاعِيَةٌ في أَسْبَابِهِ، دَاعِيَةٌ إلى طُلَّابِهِ، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ مَجَازَاً، وَرُبَّمَا غَلَبَتْ عَلَيْهَا الشَّهْوَةُ فَوَقَعَ الزِّنَا الحَقِيقِيُّ، كَمَا قَالَ الإِمَامُ المَنَاوِيُّ في فَيْضِ القَدِيرِ.

وبناء على ذلك:

فَتَطَيُّبُ المَرْأَةِ لِزَوْجِهَا مَطْلُوبٌ شَرْعَاً، وَوَاجِبٌ عَلَيْهَا إِذَا أَمَرَهَا زَوْجُهَا بِذَلِكَ، لِأَنَّ هَذَا مِنْ حَقِّهِ.

أَمَّا تَطَيُّبُهَا أَمَامَ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ، وَعِنْدَ خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِهَا فَهُوَ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَهِيَ بِذَلِكَ سَاعِيَةٌ إلى الفَسَادِ وَالإِفْسَادِ، وَمُعَرِّضَةٌ نَفْسَهَا لِارْتِكَابِ الفَوَاحِشِ، مِنْ حَيْثُ تَدْرِي أَو لَا تَدْرِي ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ.

وَوَاجِبٌ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يَمْنَعَ زَوْجَتَهُ مِنْ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
8973 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام اللباس والزينة

 السؤال :
 2023-01-30
 859
مَا حُكْمُ عِلَاجِ شَعْرِ حَاجِبِ المَرْأَةِ بِمَا يُقَالُ عَنْهُ تَاتُو؟
رقم الفتوى : 12368
 السؤال :
 2021-12-30
 1187
مَا الحَكْمُ الشَّرْعِيُّ في عَمَلِيَّاتِ التَّجْمِيلِ، وَخَاصَّةً للأَنْفِ، وَنَفْخِ الشِّفَاهِ؟
رقم الفتوى : 11660
 السؤال :
 2021-08-09
 2117
مَا حُكْمُ حِلَاقَةِ القَزَعِ التي نَرَاهَا في شَبَابِ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ؟
رقم الفتوى : 11404
 السؤال :
 2020-10-06
 3010
هَلْ يَجُوزُ للمَرْأَةِ أَنْ تَعْقِصَ شَعْرَهَا للزِّينَةِ؟
رقم الفتوى : 10691
 السؤال :
 2020-09-10
 2444
ظَهَرَ حَدِيثًا تِقَنِيَّةٌ جَدِيدَةٌ تَسْتَخْدِمُهَا بَعْضُ النِّسَاءِ لِتَجْمِيلِ الحَاجِبَيْنِ تُسَمَّى بـ(المايكروبليدنج) تَعْتَمِدُ عَلَى رَسْمٍ ظَاهِرِيٍّ للحَوَاجِبِ عَلَى الطَّبَقَةِ الخَارِجِيَّةِ للجِلْدِ، بِوَاسِطَةِ حِبْرٍ خَاصٍّ لَا يَتَسَرَّبُ إلى أَعْمَاقِ البَشَرَةِ، حَيْثُ يَقُومُ المُخْتَصُّ بِمَلْءِ الفَرَاغَاتِ وَتَحْدِيدِ الشَّكْلِ مِنْ دُونِ إِزَالَةِ الشَّعْرِ الطَّبِيعِيِّ، يَتِمُّ ذَلِكَ بِوَاسِطَةِ قَلَمٍ مُخَصَّصٍ للرَّسْمِ عَلَى مِنْطَقَةِ الحَاجِبِ، وَتُسْتَخْدَمُ هَذِهِ التِّقَنِيَّةُ لِمُعَالَجَةِ عُيُوبِ الحَوَاجِبِ، كَالعُيُوبِ الخَلْقِيَّةِ أَو قِلَّةِ كَثَافَةِ الحَاجِبَيْنِ أَو تَسَاقُطِهِمَا النَّاتِجِ عَنْ أَسْبَابٍ مَرَضِيَّةٍ أَو غَيْرِ مَرَضِيَّةٍ، كَمَا يُمْكِنُ اسْتِخْدَامُ هَذِهِ التِّقَنِيَّةِ كَنَوْعٍ مِنَ الزِّينَةِ كَتَغْيِيرِ لَوْنِ الحَاجِبَيْنِ أَو لِإِعْطَائِهِمَا مَظْهَرًا أَفْضَلَ، وَيَسْتَمِرُّ هَذَا الرَّسْمُ أَو اللَّوْنُ مُدَّةً قَدْ تَصِلُ إلى سَنَةٍ، فَمَا حُكْمُ اسْتِخْدَامِ هَذِهِ التِّقَنِيَّةِ؟
رقم الفتوى : 10636
 السؤال :
 2020-09-06
 610
سَمِعْنَا في فَتْوَى بِعُنْوَانِ: طِيبُ النِّسَاءِ، بِأَنَّ مَا تَسْتَعْمِلُهُ المَرْأَةُ مِنَ الأَصْبَاغِ وَالمِكْيَاجِ وَالمَسَاحِيقِ التي لَهَا لَوْنٌ دُونَ رَائِحَةٍ، هَذَا إِذَا أَرَادَتِ الخُرُوجَ مِنْ بَيْتِهَا، أَمَّا دَاخِلَ بَيْتِهَا فَإِنَّهَا تَتَطَيَّبُ بِمَا شَاءَتْ مِمَّا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ، وَمِمَّا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ. هَلْ هَذَا يُفِيدُ بِأَنَّ المَرْأَةَ التي تَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهَا في الشَّارِعِ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَضَعَ الأَصْبَاغَ وَالمِكْيَاجَ وَالمَسَاحِيقَ، وَكَذَلِكَ المَرْأَةُ في بَيْتِهَا تَضَعُ مَا تَشَاءُ مِنَ الطِّيبِ الذي ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ، وَمَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ بِشَكْلٍ مُطْلَقٍ، وَرُبَّمَا هِيَ تَخْتَلِطُ مَعَ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ في بَيْتِهَا؟
رقم الفتوى : 10627

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5630
المقالات 3195
المكتبة الصوتية 4861
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 418814329
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :