الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ذَهَبَ الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ، وَجَمَاهِيرُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إلى أَنَّ الصَّوْمَ في السَّفَرِ جَائِزٌ صَحِيحٌ مُنْعَقِدٌ، وَإِذَا صَامَ وَقَعَ صِيَامُهُ وَأَجْزَأَهُ.
وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا في أَيِّهِمَا أَفْضَلُ، الصَّوْمُ أَمِ الفِطْرُ؟ أَمْ هُمَا مُتَسَاوِيَانِ؟
فَذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ: إلى أَنَّ الصَّوْمَ أَفْضَلُ، بَلْ هُوَ مَنْدُوبٌ.
وَقَالَ الإِمَامُ الغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَالصَّوْمُ أَحَبُّ مِنَ الفِطْرِ في السَّفَرِ لِتَبْرِئَةِ الذِّمَّةِ إِلَّا إِذَا كَانَ يَتَضَرَّرُ بِهِ، لِقَوْلِـهِ تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. فَالصَّوْمُ عَزِيمَةٌ وَالإِفْطَارُ رُخْصَةٌ، وَلَا شَكَّ أَنَّ العَزِيمَةَ أَفْضَلُ.
وَمَذْهَبُ الحَنَابِلَةِ: أَنَّ الفِطْرَ في السَّفَرِ أَفْضَلُ، لِحَدِيثِ «لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ». أخرجه البخاري. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |