إلزام الزوجة بإسقاط الحمل

9264 - إلزام الزوجة بإسقاط الحمل

06-11-2018 3827 مشاهدة
 السؤال :
امرأة حامل في شهرها الأول، وزوجها يلزمها بإسقاط الحمل، لأن الحياة مستحيلة بينهما ويريد طلاقها، فهل يجوز أن تسقط حملها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9264
 2018-11-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَا يَجُوزُ إِسْقَاطُ الحَمْلِ سَوَاءٌ نُفِخَتْ فِيهِ الرُّوحُ أَمْ لَمْ تُنْفَخْ، وَأَمَّا بَعْدَ نَفْخِ الرُّوحِ فَتَحْرِيمُهُ أَشَدُّ، وَلَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ، إِلَّا إِذَا كَانَ الحَمْلُ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ يَضُرُّ بِالمَرْأَةِ الحَامِلِ، أَو كَانَتْ آخِذَةً دَوَاءً يَضُرُّ بِالحَمْلِ، وَكَانَ هَذَا بِنَاءً عَلَى رَأْيِ طَبِيبَةٍ مُسْلِمَةٍ فَيَجُوزُ إِسْقَاطُهُ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ.

وَأَمَّا بَعْدَ نَفْخِ الرُّوحِ فَلَا يَجُوزُ إِسْقَاطُهُ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ. هذا أولاً.

ثانياً: طَلَاقُ المَرْأَةِ الحَامِلِ يَقَعُ بِلَا خِلَافٍ بَيْنَ الفُقَهَاءِ، وَإِذَا طُلِّقَتْ فَعِدَّتُهَا تَنْتَهِي عِنْدَمَا تَضَعُ حَمْلَهَا، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا يَجُوزُ إِسْقَاطُ الحَمْلِ وَلَو كَانَ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ، وَإِذَا ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ تَمَّ الطَّلَاقُ، فَالطَّلَاقُ يَقَعُ عَلَيْهَا، وَعِدَّتُهَا حَتَّى تَضَعَ حَمْلَهَا، وَلَعَلَّ هَذَا الوَلَدَ يَكُونُ سَبَبَاً في سِرِّ سَعَادَةِ أُمِّهِ.

وَإِذَا وَقَعَ الطَّلَاقُ وَكَانَ للمَرَّةِ الأُولَى وَمَرَّةً وَاحِدَةً فَرُبَّمَا أَنْ يَكُونَ هَذَا المَوْلُودُ سَبَبَاً للوِفَاقِ بَيْنَ الوَالِدَيْنِ، وَأَنْ تَرْجِعَ المَرْأَةُ إلى عِصْمَةِ زَوْجِهَا بَعْدَ وِلَادَتِهَا.

وَأَنَا أَنْصَحُ الزَّوْجَ أَنْ لَا يَتَعَجَّلَ في الطَّلَاقِ، وَأَنْ لَا يُلْزِمَ زَوْجَتَهُ بِإِسْقَاطِ الحَمْلِ، وَأَنْ يَتَذَكَّرَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾.

وَكَمَا أَنْصَحُ الزَّوْجَةَ بِتَحْسِينِ أَخْلَاقِهَا وَسِيرَتِهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَأَنْ يَصْبِرا عَلَى بَعْضِهِمَا، وَأَنْ يَذْكُرَا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرَاً﴾. فَالصَّبْرُ عَلَى بَعْضِهِمَا خَيْرٌ مِنَ الطَّلَاقِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3827 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام القتل والإجهاض

 السؤال :
 2019-01-29
 4173
امرأة قتلت نفساً بغير حق، هل تجب عليها الكفارة والدية؟
رقم الفتوى : 9433
 السؤال :
 2018-09-24
 1879
إذا قتل إنسان شخصاً آخر دفاعاً عن نفسه، هل يجب عليه أن يدفع الدية؟ وهل تجب عليه كفارة القتل؟
رقم الفتوى : 9170
 السؤال :
 2017-12-08
 7987
إنسان يقود سيارة، فقتل إنساناً خطأً، ماذا يترتب عليه؛ مع العلم أنه فقير الحال؟
رقم الفتوى : 8543
 السؤال :
 2016-04-19
 2585
إذا زنى رجل بامرأة، وحملت منه، هل يلزم الزاني بالزواج منها، وهل تلزم الزانية بإسقاط حملها من الزنا؟
رقم الفتوى : 7276
 السؤال :
 2012-04-21
 38295
هل يجوزُ للمرأةِ المسلمةِ أن تُسقِطَ حملها إذا تمَّ اغتصابُها من قِبلِ رجلٍ فاسقٍ فاجرٍ ما تمكَّنت من ردِّه عنها؟
رقم الفتوى : 5073
 السؤال :
 2012-04-14
 36625
هل يجوز للمرأة المسلمة أن تقتل نفسها إذا خشيت على نفسها من الاعتداء على عِرضِها بارتكاب الزنى؟
رقم الفتوى : 5052

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5633
المقالات 3197
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 419630960
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :