الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِذَا كَانَ المَقْصُودُ مِنْ زَرْعِ الشَّعْرِ، هُوَ نَقْلَ بُصَيْلَاتِ الشَّعْرِ مِنْ مِنْطَقَةٍ إلى أُخْرَى في رَأْسِ الشَّخْصِ نَفْسِهِ، فَهُوَ جَائِزٌ شَرْعَاً، وَهُوَ مِنْ بَابِ إِزَالَةِ العَيْبِ، وَلَا يُعْتَبَرُ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللهِ تعالى.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِذَا كَانَ الشَّعْرُ الذي يُزْرَعُ يَنْمُو فَهُوَ جَائِزٌ، وَلَيْسَ فِيهِ غِشٌّ وَلَا تَدْلِيسٌ، وَلَا تَغْيِيرٌ لِخَلْقِ اللهِ تعالى، بَلْ هِيَ مُعَالَجَةٌ لِرُجُوعِهِ إلى الخِلْقَةِ القَوِيمَةِ التي جُبِلَ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ.
أَمَّا وَصْلُهُ بِبَارُوكَةٍ وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ فَحَرَامٌ شَرْعَاً، وَهُوَ دَاخِلٌ في الوَصْلِ المَنْهِيِّ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.