الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمِنْ أَهَمِّ مَفَاتِيحِ الرِّزْقِ التي يُسْتَنْزَلُ بِهَا الرِّزْقُ مِنَ اللهِ تعالى تَقْوَى اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾؟
وَالاسْتِغْفَارُ، قَالَ تعالى حِكَايَةً عَنْ قَوْلِ سَيِّدِنَا هُودٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِقَوْمِهِ: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَاً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾.
وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ تعالى، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ ـ وَفِي رِوَايَةٍ: لَرَزَقَكُمْ ـ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصَاً وَتَرُوحُ بِطَانَاً» رواه الترمذي عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَصِلَةُ الرَّحِمِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَصِلَةُ الرَّحِمِ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ البَرَكَةِ في الرِّزْقِ، كَمَا أَنَّ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ رَفْعِ البَرَكَةِ مِنَ الرِّزْقِ.
فَمَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ بَسَطَ اللهُ لَهُ في الرِّزْقِ، وَمَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ رُفِعَتِ البَرَكَةُ مِنْ رِزْقِهِ، وَصَدَقَ اللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾. فَاللهُ تعالى يَبْسُطُ في الرِّزْقِ لِمَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ، وَيَقْدِرُ لِمَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |