نحو أسرة مسلمة
170ـ لا تضيع مسؤوليتك
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا يَرْحَمُ زَوْجَتَهُ إِنْ مَرِضَتْ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِ أَنْ يَرَاهَا مَرِيضَةً، وَيَبْذُلُ المَالَ وَالوَقْتَ في عِلَاجِهَا، فَكَيْفَ لَا يَرْحَمُهَا مِنْ نَارٍ قَالَ تعالى فِيهَا: ﴿لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾. وَقَالَ فِيهَا: ﴿إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى﴾؟ كَيْفَ لَا يَرْحَمُهَا مِنْ عَذَابِ اللهِ تعالى وَسَخَطِهِ؟ قَالَ تعالى: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾.
المُشَاحَّةُ مِنْ طَبِيعَةِ الإِنْسَانِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ طَبِيعَةِ الإِنْسَانِ الشُّحُّ ﴿وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ﴾. وَلَقَدْ رَأَيْنَا وَتَرَوْنَ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا المُشَاحَّةَ بَيْنَ الأَقَارِبِ عَلَى أُمُورٍ تَافِهَةٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا، هَذَا يُخَاصِمُ عَلَى مَالٍ، وَهَذَا يُخَاصِمُ أَخَاهُ وَأُخْتَهُ وَزَوْجَتَهُ، وَالمَرْأَةُ تُخَاصِمُ زَوْجَهَا عَلَى شَيْءٍ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا، عَلَى أُمُورٍ ضَئِيلَةٍ تَافِهَةٍ.
فَلْنَعْلَمْ وَلْتَعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يُخَاصِمُ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى أُمُورٍ تَافِهَةٍ ضَئِيلَةٍ حَقِيرَةٍ، بِأَنَّهُ سَيُخَاصِمُ يَوْمَ القِيَامَةِ في حُقُوقِهِ، فَهُوَ في حُقُوقِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ بَخِيلٌ مُحْتَاجٌ فَقِيرٌ إلى تِلْكَ الحُقُوقِ، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَامِحَ فِيهَا.
لِذَا وَجَبَ عَلَى كُلِّ زَوْجٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُخَاطِبُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيُخَاصِمُهُ هِيَ زَوْجَتُهُ وَأَوْلَادُهُ، فَيُمْسِكُونَ بِيَدِهِ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، قَدْ وَلَّيْتَهُ عَلَيْنَا، وَجَعَلْتَ القِوَامَةِ بِيَدِهِ ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾. وَجَعَلْتَهُ مَسْؤُولَاً عَنَّا بِقَوْلِ نَبِيِّكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» رواه الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
يَقُولُونَ: يَا رَبِّ، وَلَّيْتَ عَلَيْنَا عَبْدَكَ هَذَا، فَضَيَّعَ الأَمَانَةَ، لَقَدْ رَآنَا عَلَى المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ فَلَمْ يَنْهَنَا، وَرَآنَا مُقَصِّرِينَ في الوَاجِبَاتِ وَالمَعْرُوفِ فَلَمْ يَأْمُرْنَا.
رَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا في الأَهْوَالِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يُؤْخَذُ بِيَدِ الْعَبْدِ وَالْأَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ عَلَى رُؤُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، مَنْ كَانَ لَهُ الْحَقُّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ، فَتَفْرَحُ المَرْأَةُ أَنْ يَكُونَ لَهَا الْحَقُّ عَلَى أَبِيهَا، أَوْ أُمِّهَا، أَوْ أَخِيهَا، أَوْ زَوْجِهَا؛ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾. فَيَغْفِرُ اللهُ مِنْ حَقِّهِ مَا شَاءَ، وَلَا يَغْفِرُ مِنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ شَيْئَاً.
فَيَنْصِبُ لِلنَّاسِ فَيَقُولُ: ائْتُوا إِلَى حُقُوقِكُمْ.
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، فَنِيَتِ الدُّنْيَا فَمِنْ أَيْنَ أُوتِيهِمْ حُقُوقَهُمْ؟.
فَيَقُولُ: خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ فَأَعْطُوا إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ بِقَدْرِ طِلْبَتِهِ، فَإِنْ كَانَ وَلِيَّاً للهِ فَفَضَلَ لَهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ضَاعَفَهَا اللهُ لَهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ بِهَا الْجَنَّةَ؛ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾. وَإِنْ كَانَ عَبْدَاً شَقِيَّاً، قَالَ: يَا رَبِّ، فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، وَبَقِيَ طَالِبُونَ كَثِيرٌ.
قَالَ: خُذُوا مِنْ سَيِّئَاتِهِم فَأَضِيفُوهَا إِلَى سَيِّئَاتِهِ، ثُمَّ صُكُّوا لَهُ صَكَّاً إِلَى النَّارِ. اهـ.
مَسْؤُولِيَّتُكَ يَا أَيُّهَا الزَّوْجُ لَا تُضَيِّعْهَا:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ ذَكَرْتُ في الدَّرْسِ المَاضِي بِأَنَّ الحَيَاءَ في المَرْأَةِ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ اسْتِقْرَارِ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَإِذَا قَلَّ حَيَاءُ المَرْأَةِ تَعَرَّضَ البَيْتُ للخَرَابِ وَالدَّمَارِ ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرَاً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.
وَمِنْ صُوَرِ قِلَّةِ الحَيَاءِ عِنْدَ النِّسَاءِ الثِّيَابُ الفَاضِحَةُ ثِيَابُ أَهْلِ النَّارِ، التي قَالَ فِيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَـضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ المَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَيُّهَا الزَّوْجُ، أَنْتَ مَسْؤُولٌ عَنْ زَوْجَتِكَ وَبَنَاتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَلَا تُضَيِّعْ هَذِهِ المَسْؤُولِيَّةَ في حَيَاتِكَ الدُّنْيَا، حَتَّى لَا تَنْدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يَنْفَعُكَ النَّدَمُ، لَا تُضَيِّعْ هَذِهِ المَسْؤُولِيَّةَ حَتَّى لَا تَفِرَّ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ زَوْجَتِكَ وَبَنَاتِكَ ﴿يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾.
أَنْتَ المَسْؤُولُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى عَنْ ثِيَابِ زَوْجَتِكَ وَبَنَاتِكَ إِنْ كَانَتِ الثِّيَابُ ضَيِّقَةً أَو شَفَّافَةً أَو قَصِيرَةً.
أَيُّهَا الزَّوْجُ، مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا كَانَتْ زَوْجَتُكَ وَبَنَاتُكَ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى يَخْرُجْنَ إلى الشَّارِعِ وَإلى اللِّقَاءَاتِ بِتِلْكَ الثِّيَابِ؟
مَا أَنْتَ قَائِلٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَرَجْتْ زَوْجَتُكَ أَو بَنَاتُكَ إلى الشَّارِعِ وَقَدْ أَبْدَيْنَ زِينَتَهُنَّ وَمَحَاسِنَهُنَّ وَمَفَاتِنَهُنَّ أَمَامَ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ؟
مَا أَنْتَ قَائِلٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَرَجْنَ مُسْتَعْطِرَاتٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ»؟ رواه الحاكم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَيُّهَا الزَّوْجُ، تَذَكَّرْ قَوْلَ القَائِلِ:
قَدْ رَشَّحُوكَ لِأَمْرٍ لَو فَطِنْتَ لَهُ *** فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ
لَا تَكُنْ رَجُلَاً بِكُلِّ مَا تَحْمِلُهُ الكَلِمَةُ مِنْ مَعْنَىً إِذَا قَـصَّرَتِ المَرْأَةُ في حَقٍّ مِنْ حُقُوقِكَ، ثُمَّ تَنْسَى تِلْكَ الرُّجُولَةَ إِذَا قَصَّرَتْ في حَقِّ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَاجْتَرَأَتْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، وَتَرْكِ طَاعَتِهِ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بُيُوتُنَا هِيَ الخَلِيَّاتُ في المُجْتَمَعِ المُسْلِمِ، يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَهْتَمَّ بِبَيْتِهِ اهْتِمَامَاً خَاصَّاً مِنْ أَجْلِ سَلَامَتِهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلْنَسْتَحْضِرْ دَائِمَاً قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
إِذَا رَأَيْتَ مُنْكَرَاً مِنَ المُنْكَرَاتِ، فَكُنْ رَجُلَاً حَكِيمَاً حَازِمَاً، عَالِجِ الأَمْرَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَإِلَّا فَمَنْ رَأَى المُنْكَرَاتِ مِنْ زَوْجَتِهِ وَبَنَاتِهِ، وَسَكَتَ عَنْ ذَلِكَ ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ فَإِنَّهُ يُخْشَى عَلَيْهِ أَنْ يَنْدَرِجَ تَحْتَ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ» رواه الطيالسي عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَقَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ بوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَرَجِلَةُ النِّسَاءِ» رواه الحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بُيُوتُنَا في خَطَرٍ، نِسَاؤُنَا في خَطَرٍ، بَنَاتُنَا في خَطَرٍ، لِأَنَّ الفِتَنَ أَحَاطَتْ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَتُعْرَضُ عَلَيْنَا لَيْلَاً وَنَهَارَاً، تِلْكَ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، وَخَاصَّةً بَعْدَ ظُهُورِ وَسَائِلِ الاتِّصَالِ الحَدِيثَةِ، حَيْثُ يَدْخُلُ الكُلُّ بُيُوتَ الكُلِّ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنَ الفِتْنَةِ أَنْ تُصِيبَهُ، أَو تُصِيبَ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ، فَسَوْفَ يَنْدَمُ، وَقَدْ لَا يَنْفَعُهُ النَّدَمُ.
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى حُسْنِ القِيَامِ بِمَا أَوْجَبْتَهُ عَلَيْنَا. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأحد: 19/ رجب /1438هـ، الموافق: 16/ نيسان / 2017م
اضافة تعليق |
لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد
كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد
صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد
القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد
سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد