10ـ فقيه الشام العلامة الشيخ أحمد الزرقا رَحِمَهُ اللهُ تعالى

10ـ فقيه الشام العلامة الشيخ أحمد الزرقا رَحِمَهُ اللهُ تعالى

10ـ فقيه الشام العلامة الشيخ أحمد الزرقا رَحِمَهُ اللهُ تعالى

1285/1357هـ 1868/1938م

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

هُوَ الفَقِيهُ العَلَّامَةُ الشَّيْخُ أَحْمَد الزَّرْقَا، ابنُ فَقِيهِ الشَّهْبَاءِ الشَّيْخِ مُحَمَّد الزَّرْقَا رَحِمَهُ اللهُ تعالى، رَضَعَ الفِقْهَ مِنْ أَبِيهِ في صِغَرِهِ، وَارْتَوَى مِنْهُ في شَبَابِهِ، فَفَاضَ الفِقْهُ مِنْهُ عِلْمَاً وَتَأْصِيلَاً في كُهُولَتِهِ وَفِي شَيْخُوخَتِهِ؛ وُلِدَ الشَّيْخُ أَحْمَد الزَّرْقَا في مَدِينَةِ حَلَبَ عَامَ 1285هـ وَمَا إِنْ شَبَّ عَنِ الطَّوْقِ حَتَّى دُفِعَ إلى الأَسَاتِذَةِ وَالمُرَبِّينَ، فَتَعَلَّمَ مِنْهُمْ مَا يَسَّرَ اللهُ لَهُ تَعَلُّمَهُ، حَتَّى أَضْحَى قَادِرَاً عَلَى الاسْتِفَادَةِ مِنْ وَالِدِهِ، فَصَحِبَهُ وَلَازَمَهُ مُلَازَمَةً شَدِيدَةً، وَصَبَّ وَالِدُهُ مِنْ عِلْمِهِ الغَزِيرِ في صَدْرِ وَلَدِهِ الفَسِيحِ، ثُمَّ أَتْعَبَ الشَّيْخُ أَحْمَد نَفْسَهُ في طَلَبِ العِلْمِ وَبَذَلَ جُهْدَهُ في التَّحْصِيلِ، لِأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ العِلْمَ لَا يُسْتَطَاعُ بِرَاحَةِ الجَسَدِ، فَكَانَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلَاً، بَحْثَاً وَمُطَالَعَةً وَمُرَاجَعَةً وَتَحْقِيقَاً، فَكَانَ يُطَالِعُ نَحْوَاً مِنْ عِشْرِينَ كِتَابَاً عِلْمِيَّاً فِقْهِيَّاً عَلَى الكِتَابِ الذي كَانَ يَتَلَقَّاهُ عَنْ وَالِدِهِ، امْتَدَّتْ صُحْبَتُهُ لِوَالِدِهِ قُرَابَةَ ثَلَاثِينَ عَامَاً، وَقَرَأَ عَلَيْهِ أُمَّهَاتِ كُتُبِ الفِقْهِ الحَنَفِيِّ، فَقَدْ قَرَأَ عَلَيْهِ:

1ـ كِتَابَ (رَدِّ المُحْتَارِ عَلَى دُرِّ المُخْتَارِ) المَشْهُورِ بِحَاشِيَةِ ابْنِ عَابِدِينَ، وَهُوَ أَجْمَعُ كِتَابٍ في الفِقْهِ الحَنَفِيِّ، وَهُوَ في خَمْسَةِ مُجَلَّدَاتٍ ضِخَامٍ جِدَّاً (دونَ التَّكْمِلَةِ) وَيَكَادُ لَا يُعَوَّلُ عَلَى فَتْوَى في الفِقْهِ الحَنَفِيِّ دُونَ الرُّجُوعِ إلى هَذَا الكِتَابِ، فَقَرَأَهُ عَلَى وَالِدِهِ كَامِلَاً، وَدَرَسَهُ دِرَاسَةَ تَحْقِيقٍ وَتَدْقِيقٍ، وَمُنَاقَشَةٍ وَتَرْجِيحٍ، أَكْثَرَ مِنْ مَرَّتَيْنِ خِلَالَ عِشْرِينَ عَامَاً، مَعَ قِرَاءَتِهِ عَلَيْهِ في التَّفْسِيرِ وَالحَدِيثِ وَأُصُولِ الفِقْهِ.

لَمْ يَكُنِ الشَّيْخُ أَحْمَد الزَّرْقَا يَكْتَفِي بِقِرَاءَةِ الكِتَابِ وَفَهْمِهِ وَحِفْظِ مَسَائِلِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَرْجِعُ إلى الكُتُبِ التي نَقَلَ عَنْهَا المُحَقِّقُ الشَّيْخُ ابْنُ عَابِدِينَ في حَاشِيَتِهِ الشَّهِيرَةِ، وَكَانَ يَجِدُهُ وَاهِمَاً في بَعْضِ الأُمُورِ، كَمَا أَخْبَرَ طُلَّابَهُ بِهَذَا الشَّأْنِ؛ وَذَكَرَ هَذَا الأَمْرَ تِلْمِيذُهُ الشَّيْخُ مُحَمَّد الحَامِد الحَمْوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

2ـ وَقَرَأَ أَيْضَاً كِتَابَ (تَبْيِينِ الحَقَائِقِ عَلَى كَنْزِ الدَّقَائِقِ) للفَقِيهِ العَلَّامَةِ فَخْرِ الدِّينِ عَلِيٍّ بْنِ عُثْمَان الزَّيْلَعِيِّ.

3ـ وَقَرَأَ أَيْضَاً كِتَابَ (بَدَائِعِ الصَّنَائِعِ في تَرْتِيبِ الشَّرَائِعِ) للفَقِيهِ البَارِعِ الكَاسَانِيِّ، وَهُوَ كِتَابٌ تَمَيَّزَ عَنْ سَائِرِ كُتُبِ الفِقْهِ الحَنَفِيِّ بِحُسْنِ التَّنْظِيمِ وَالتَّرْتِيبِ مَعَ الاسْتِدْلَالِ وَالتَّعْلِيلِ.

لَمَّا جَاوَزَ وَالِدُ الشَّيْخِ أَحْمَد الزَّرْقَا الخَامِسَةَ وَالسَّبْعِينَ مِنْ العُمُرِ وَأَدْرَكَهُ تَعَبُ الشَّيْخُوخَةِ أَسْنَدَ وَظَائِفَهُ إلى ابْنِهِ الشَّيْخِ أَحْمَدَ لِمَا رَأَى فِيهِ الأَهْلِيَّةَ لِذَلِكَ، فَحَلَّ الشَّيْخُ أَحْمَد مَكَانَ أَبِيهِ في الجَامِعِ الكَبِيرِ، وَالمَدْرَسَةِ الشَّعْبَانِيَّةِ، وَفِي جَامِعِ الخَيْرِ؛ وَلَمَّا تَأَسَّسَتِ المَدْرَسَةُ الخُسْرُوِيَّةُ في مَطْلَعِ العِشْرِينِيَّاتِ مِنَ القَرْنِ المَاضِي عُيِّنَ فِيهَا الشَّيْخُ أَحْمَد الزَّرْقَا مُدَرِّسَاً للفِقْهِ الحَنَفِيِّ.

كَانَ الشَّيْخُ أَحْمَد وَسِيمَاً جَمِيلَاً طَوِيلَ القَامَةِ لَبَّاسَاً؛ ذَكَرَ مُعَاصِرُوهُ أَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا أَحسَنَ مَظْهَرَاً مِنْهُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَكَانَ ذَا هَيْبَةٍ عَظِيمَةٍ، وَإِذَا خَالَطْتَهُ لَمَسْتَ فِيهِ نَفْسَاً طَيِّبَةً، وَكَانَ يَتَحَلَّى بِإِبَاءٍ وَشَمَمٍ وَرُجُولَةٍ كَامِلَةٍ، وَحَصَافَةٍ وَافِرَةٍ، إِذَا دَعَتْهُ الحَاجَةُ إلى الوُقُوفِ بِجَانِبِ إِظْهَارِ الحَقِّ كَانَ مَوْقِفُهُ أَثْبَتَ مِنَ الجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ، وَكَانَ يُجِيبُ المَلْهُوفَ مَا اسْتَطَاعَ إلى ذَلِكَ سَبِيلَاً.

قَالَ عَنْهُ الشَّيْخُ مُحَمَّد الحَامِدُ: لَمْ أَجْلِسْ إلى أَفْقَهَ مِنَ الشَّيْخِ أَحْمَد، حَتَّى المَشَايِخَ الذينَ أَخَذْتُ عَنْهُمْ في مِصْرَ؛ كَانَ يَتَفَجَّرُ عِلْمَاً، وَيَتَفَتَّحُ تَحْقِيقَاً، وَيَجْرِي مَعْرِفَةً كَالوَادِي إِذَا سَالَ، وَكَأَنَّ الفِقْهَ كَانَ أَمَامَهُ، يَأْخُذُ مِنْهُ مَا يَشَاءُ، وَيَتْرُكُ مَا يَشَاءُ، لَمْ يَكُنِ الشَّيْخُ أَحْمَد نَاقِلَاً فَحَسْبُ، بَلْ كَانَ ذَا رَأْيٍ وَبَصِيرَةٍ عَنْ أَهْلِيَّةٍ كَامِلَةٍ، وَكَانَ يَضُمُّ إلى جَانِبِ الفِقْهِ عُلُومَاً شَتَّى، وَخَاصَّةً الأَدَبَ شِعْرَاً وَنَثْرَاً؛ ذَكَرَ تَلَامِيذُهُ أَنَّهُ مَعَ شَكِيمَتِهِ القَوِيَّةِ وَهَيْبَتِهِ البَارِزَةِ كَانَ لَيِّنَ الجَانِبِ بِطَلَبَةِ العِلْمِ بِخَاصَّةٍ وَالنَّاسِ بِعَامَّةٍ، بَعِيدَاً عَنِ التَّكَلُّفِ، مُحِبَّاً للبَسَاطَةِ، سَخِيَّاً، سَمْحَاً، حَافِظَاً للصَّدَاقَاتِ وَحُقُوقِهَا، مُحِبَّاً لِطُلَّابِهِ، يَرْعَاهُمْ وَيُكْرِمُهُمْ، وَكَانَتْ مَجَالِسُهُ تَعَلُّمُ الفِقْهِ أَوَّلَاً، وَالأَدَبُ ثَانِيَاً، أَدَبُ الخِطَابِ، وَأَدَبُ النِّقَاشِ، وَأَدَبُ المَجَالِسِ الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ، وَكَانَتْ تَدُورُ فِي مَجَالِسِهِ الفَوَائِدُ العِلْمِيَّةُ، وَالنُّكَتُ المُفِيدَةُ  اللَّطِيفَةُ، يَمْزُجُ تَقْرِيرَاتِهِ العِلْمِيَّةَ بِمَزْحٍ لَطِيفٍ وَمُدَاعَبَاتٍ جَمِيلَةٍ يُرِيحُ بِهَا طُلَّابَهُ مِنْ صُعُوبَةِ الفِقْهِ، فَتَنْشَطُ النُّفُوسُ وَتُشْحَذُ الأَذْهَانُ، ثُمَّ يَعُودُ إلى الفِقْهِ الذي كَانَ رُوحَهُ وَرَيْحَانَهُ.

لَمْ يَتْرُكِ الشَّيْخُ أَحْمَد مِنَ المُؤَلَّفَاتِ سِوَى كِتَابِهِ الفَذِّ (شَرْحِ القَوَاعِدِ الفِقْهِيَّةِ) الذي شَرَحَ فِيهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَاعِدَةً فِقْهِيَّةً، وَهِيَ قَوَاعِدُ (مَجَلَّةِ الأَحْكَامِ العَدْلِيَّةِ).

كَانَ الشَّيْخُ أَحْمَد يَهْتَمُّ في تَعْلِيمِ وَلَدِهِ مُصْطَفَى لِتَهْيِئَتِهِ لِمُهِمَّاتِ الفِقْهِ، وَجَعَلَهُ مُلَازِمَاً لَهُ حَتَّى في غُرْفَةِ نَوْمِهِ، لِيَتَمَكَّنَا مِنْ مُنَاقَشَةِ المَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ وَبَيَانِ مَدَارِكِ الأَحْكَامِ.

وَمِنْ أَشهَرِ تَلَامِيذِهِ وَلَدُهُ الشَّيْخُ مُصْطَفَى الزَّرْقَا، وَالدكتور مُحَمَّد مُعْرُوف الدَّوَالِيبِي، وَالشَّيْخُ الفَقِيهُ العَلَّامَةُ مُحَمَّد المَلَّاح، وَالشَّيْخُ مُحَمَّد الحَامِدُ، وَالشَّاعِرُ الكَبِيرُ بَهَاءُ الدِّينِ الأَمِيرِي، وَغَيْرُهُمْ.

تُوُفِّيَ الشَّيْخُ أَحْمَد الزَّرْقَا لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ 13 جمادى الآخرة 1357هـ المُوَافِق 9 آب 1938م بَعْدَ عُمُرٍ حَافِلٍ بِالعَطَاءِ الجَمِّ لِطُلَّابِهِ الذينَ كَانَ يَحْرِصُ عَلَى تَقَدُّمِهِمْ وَتَفَهُّمِهِم لِقَوَاعِدِ الفِقْهِ وَأُصُولِهِ؛ رَحِمَ اللهُ تعالى الشَّيْخَ أَحْمَد الزَّرْقَا وَسَائِرَ عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ. وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

**      **    **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 24/ ربيع الثاني /1439هـ، الموافق: 11/ كانون الثاني / 2018م

 2020-01-14
 1482
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  باب التراجم

16-01-2020 3198 مشاهدة
24ـ الإمام مالك وكتابه الموطأ

الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ تعالى كَانَ مِنْ سِمَاتِهِ أَنَّهُ يُجِيبُ عَمَّا يَقَعُ، وَكَانَ تَلَامِيذُهُ يَجْتَهِدُونَ أَحْيَانَاً أَنْ يَحْمِلُوهُ عَلَى الإِجَابَةِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تَقَعْ، فَلَا يُطَاوِعُهُمْ، وَلَا يُسَاقُ وَرَاءَ ... المزيد

 16-01-2020
 
 3198
16-01-2020 1318 مشاهدة
23ـ ترجمة الإمام مالك رَحِمَهُ اللهُ تعالى

مَالِكٌ هُوَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ بِفَتْحِ الْبَاءِ نِسْبَةً إلَى ذِي أَصْبَحَ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ. وُلِدَ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ ... المزيد

 16-01-2020
 
 1318
16-01-2020 7996 مشاهدة
22- الإمام النووي رَحِمَهُ اللهُ تعالى

فَلَقَد رَأَيْتُ لِزَامَاً عَلَيَّ بَعْدَ أَنْ أَكْرَمَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِقِرَاءَةِ كِتَابِ رِيَاضِ الصَّالِحِينَ للإِمَامِ الجَلِيلِ، وَالعَارِفِ بِاللهِ تعالى، التَّقِيِّ النَّقِيِّ الصَّالِحِ المُخْلِصِ المُخْلَصِ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ ... المزيد

 16-01-2020
 
 7996
14-01-2020 1207 مشاهدة
21ـ الشيخ جميل العقاد رَحِمَهُ اللهُ تعالى (1)

هُوَ الشَّيْخُ جَمِيل بْنُ الشَّيْخِ مُحَمَّد ياسين العَقَّاد، وُلِدَ في حَيِّ الجَلُّومِ بِمَدِينَةِ حَلَبَ، مِنْ أَبَوَيْنِ كَرِيمَيْنِ وَأُسْرَةٍ ذَاتِ عِلْمٍ وَدِينٍ، فَقَدْ كَانَ وَالِدُهُ الشَّيْخُ مُحَمَّد يَاسِين إِمَامَاً وَخَطِيبَاً ... المزيد

 14-01-2020
 
 1207
14-01-2020 2169 مشاهدة
20ـ الشيخ محمد نجيب خياطة رَحِمَهُ اللهُ تعالى

هُوَ الشَّيْخُ مُحَمَّد نَجِيب بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّد بْنِ عُمَر خَيَّاطَة الشَّهِيرُ بِآلا، وُلِدَ في حَيِّ الجَلُّومِ بِمَدِينَةِ حَلَبَ في شَهْرِ رَمَضَانَ عَامَ 1321هـ الموافق 1905م؛ لَمْ يَكُنْ وَالِدُهُ عَالِمَاً، لَكِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ ... المزيد

 14-01-2020
 
 2169
14-01-2020 1649 مشاهدة
19ـ الشيخ أحمد المكتبي الكبير رَحِمَهُ اللهُ تعالى

هُوَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ ابْنُ الحَاجِّ مُصْطَفى بْنِ الشَّيْخِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ الشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ الشَّيْخِ مُحَمَّد الشَّهِيرِ بِالمَكْتَبِيِّ، العَالِمُ العَامِلُ وَالجَهْبَذُ الكَامِلُ، المُحَدِّثُ النَّحْوِيُّ الأُصُولِيُّ، ... المزيد

 14-01-2020
 
 1649

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5651
المقالات 3202
المكتبة الصوتية 4877
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 421152935
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :