112- خطبة الجمعة: المحبة النافعة

112- خطبة الجمعة: المحبة النافعة

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

خلاصة الخطبة الماضية:

فيا عباد الله: لقد عرفنا في الأسبوع الماضي ثمرة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمحب للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم يذوق حلاوة الإيمان، وهو حبيب عند الحبيب صلى الله عليه وسلم، وذنب المحبوب مغفور بإذن الله تعالى، وهو في معية محبوبه صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقاً.

المحبة التي تنفع صاحبها:

ولكن يا عباد الله علينا أن نعلم بأن المحبة التي تنفع صاحبها هي المحبة الشرعية، التي تظهر آثارها على مدعيها، وليست هي المحبة العاطفية التي لا أثر لها على مدعيها.

المحبة التي تنفع صاحبها هي التي تورث الطاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتصور وجود محب غير مطيع، والزيادة من الطاعة تورث المحبة، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}.

واقع بعض المسلمين:

إذا نظرنا إلى واقع بعض المسلمين نرى التباين والتناقض واضحاً، كم من مدَّعٍ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مرابٍ؟ وكم من مدَّعٍ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو شارب للخمر؟ وكم من مدَّعٍ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو آكلٌ لأموال الناس بالباطل؟ وكم من مدَّعٍ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو آكلٌ لأموال اليتامى ظلماً؟ وكم من مدَّعٍ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته وبناته سافرات ومختلطات مع الرجال الأجانب؟ ولو سألت الواحد منهم: أتحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجابك على الفور: روحي فداء للنبي صلى الله عليه وسلم.

المحب ليس معصوماً:

أيها الإخوة المؤمنون: المحبة التي تعطي ثمارها في الدنيا والآخرة هي التي تورث عند المحب الطاعة التامة والاتباع التام، وهذا لا يعني أن يكون المحب معصوماً، لأنه لا عصمة لأحد بعد سيدنا صلى الله عليه وسلم، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه ابن ماجه.

المحب ليس معصوماً، فقد تصدر منه هفوةٌ وزلةٌ ولكنه لا يُصر على ما فعل وهو يعلم، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}. ولماذا يقول تعالى: {جَآؤُوكَ}؟ لأن حقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا الطاعة، فإذا خالفناه فلا بد من المجيء إليه، والاستغفار في حضرته وهو صلى الله عليه وسلم يستغفر لنا، وعندها إن شاء الله تعالى نجد الله تواباً رحيماً، أما التمادي في العصيان فإنه يخشى على صاحبه من زوال الإيمان والعياذ بالله تعالى، ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}؟ ألم يقل الله تعالى: {وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ) رواه مسلم.

سيد المسلمين:

أيها الإخوة: لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في محبتهم للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بشكل عام، وسآخذ نموذجاً واحداً من أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأذكر بعض أحواله ليكون نموذجاً نقيس عليه أحوالنا نحن المسلمين، إنه سيد المسلمين بعد سيد الأنبياء والمرسلين، الصديق رضي الله عنه.

أولاً: انخلع من ماله مراراً:

مما لا شك فيه بأن الإنسان مفطور على حب المال: قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد}. وقال تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}. وقال تعالى:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب}.

ولكن المؤمن المحبَّ لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدِّم حبَّ الله تعالى وحبَّ رسوله صلى الله عليه وسلم على الأهل والمال والولد والناس أجمعين، بل حتى على نفسه التي بين جنبيه. فهذا سيد المسلمين الصديق رضي الله عنه يترجم هذا الأمر ترجمة عملية، يقول سيدنا عمر رضي الله عنه: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالاً عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ)؟ قُلْتُ: مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ)؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا) رواه أبو داود والترمذي والحاكم.

شهادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وقد شهد الصادق المصدوق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ) فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. رواه أحمد والترمذي.

ثانياً: تقديم نفسه فداء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قد يبذل الإنسان ماله في سبيل محبوبه، ولكنَّ بذل النفس لا يكون إلا لصادق المحبة، فهذا سيد المسلمين الصديق رضي الله عنه يجود بنفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان المدافع عنه صلى الله عليه وسلم، حتى نتفوا شعره وغدائره رضي الله عنه، وضربوه حتى لم يعرف له عين من أنف من شدة الضرب على وجهه، وأغمي عليه حتى ظن قومه أنه ميت، فلما صحا كان أول كلمة قالها: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأقسم أن لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألحَّ أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: (يا أبا بكر إنا قليل). فلم يزل أبو بكر يلحُّ حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووطئ أبو بكر وضرب ضرباً شديداً، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبى بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه.

وجاء بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة.

فرجعوا إلى أبى بكر، فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلَّم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا وقالوا لامه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه ؟

فلما خلت به ألحت عليه وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك.

فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه.

فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله؟ فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك. قالت: نعم.

فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم.

قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع.

قال: فلا شيء عليك منها.

قالت: سالم صالح.

قال: أين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم.

قال: فإن لله على أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه

على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وأكبَّ عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّة شديدة.

فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها، وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار.

قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الله فأسلمت.

وروى البخاري عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنه عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.

وأخرج أبو يَعْلى عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت من المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم، فبينما هم كذلك إِذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إِليه فأجمعهم، فأتى الصريخ إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: أدرك صاحبك. فخرج من عندنا وإنَّ له لغدائرَ أربع، وهو يقول: ويلكم {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}. فَلَهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبي بكر. قالت: فرجع إِلينا أبو بكر فجعل لا يمسُّ شيئاً من غدائره إِلا جاء معه، وهو يقول: تباركتَ يا ذا الجلال والإِكرام.

يوم الهجرة شاهد عظيم له رضي الله عنه:

لقد ظهرت محبة الصديق الحقيقية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم هجرته ابتداءً من حبسه نفسه وفرحِه وبكائه عندما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بصحبته، ثم في طريق هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ودخولِه الغار في جبل ثور، وكيف جنَّد أبناءه وبناتِه ومولاه رضي الله عنهم، وكيف حاله في الغار، إلى سيره في طريق الهجرة عندما كان يمشي عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يمينه وأمامه وخلفه رضي الله عنه وأرضاه.

هذا هو المحب الذي يكافأ حباً بحب، هذا هو المحب الذي ذاق حلاوة الإيمان، هذا هو المحب الذي إن كان له ذنب فذنبه مغفور، هذا هو المحب الذي يكون بمعية محبوبه صلى الله عليه وسلم.

شهادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه:

أيها الإخوة: انظروا كيف كافأه رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً غَيْرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلا سُدَّ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ).

وفي رواية مسلم: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدْ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً).

وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ)؟

خاتمة نسأل الله حسنها:

لنسأل أنفسنا بعد هذا النموذج الرائع من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أين نحن من هذا الحب الصادق؟ هل قدمتَ شيئاً للإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل اقتفيت أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أين أنا وأنتم من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دمنا نقول: أرواحنا فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اللهم ارزقنا صدق محبته صلى الله عليه وسلم. آمين.

أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**     **     **

 

 2009-03-27
 4559
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

04-10-2024 1488 مشاهدة
929ـ خطبة الجمعة: الأدب مع الله قلبًا ولسانًا وأركانًا

إِنَّ أَعْلَى مَرَاتِبِ الأَدَبِ الأَدَبُ مَعَ اللهِ تعالى، بَلْ هُوَ أَصْلُ كُلِّ أَدَبٍ، وَالأَدَبُ مَعَ اللهِ تعالى هُوَ حُسْنُ الانْقِيَادِ لِأَوَامِرِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، مَعَ تَعْظِيمِهِ وَإِجْلَالِهِ وَالحَيَاءِ مِنْهُ تَبَارَكَ وتعالى. ... المزيد

 04-10-2024
 
 1488
27-09-2024 1075 مشاهدة
928ـ خطبة الجمعة: الآداب المطلوبة من كل مسلم

لَقَدْ جَاءَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِرِسَالَةٍ مِنْ عِنْدِ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذَا مِنْ تَكْرِيمِ اللهِ تعالى لِخَلْقِهِ، وَقَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نَتَأَدَّبُ مَعَ حَبِيبِهِ ... المزيد

 27-09-2024
 
 1075
20-09-2024 919 مشاهدة
927ـ خطبة الجمعة: الأدب معه صلى الله عليه وسلم

مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ العَظِيمَ بِتَدَبُّرٍ وَإِنْصَافٍ، فَإِنَّهُ يَجِدُ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُو جَمِيعَ العُقَلَاءِ مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ إلى الأَدَبِ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ... المزيد

 20-09-2024
 
 919
13-09-2024 1041 مشاهدة
926ـ خطبة الجمعة: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن العظيم (2)

العَارُ كُلُّ العَارِ أَنْ لَا يَعْرِفَ الإِنْسَانُ المُسْلِمُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ عَرَفَهُ حَقَّ المَعْرِفَةِ لَمْ يَرْتَبْ وَلَمْ يَشُكَّ في صِدْقِهِ وَفي صِدْقِ مَا جَاءَ ... المزيد

 13-09-2024
 
 1041
07-09-2024 1387 مشاهدة
925ـ خطبة الجمعة: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن العظيم (1)

لَقَدْ وَهَبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ البَشَرِيَّةَ حَيَاةَ سَعَادَةٍ مُتَجَدِّدَةٍ، وَرُوحًا نَاضِرَةً، وَذَلِكَ بِظُهُورِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا ... المزيد

 07-09-2024
 
 1387
29-08-2024 1064 مشاهدة
924ـ خطبة الجمعة: فقد العلماء مصيبة كبرى

العُلَمَاءُ العَامِلُونَ الرَّبَّانِيُّونَ نُجُومٌ جَعَلَهُمُ اللهُ تعالى هِدَايَةً لِمَنْ أَرَادَ سَلَامَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، العُلَمَاءُ العَامِلُونَ هُمْ شُهَدَاءُ اللهِ المَرْضِيُّونَ، أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَعْظَمِ مَشْهُودٍ ... المزيد

 29-08-2024
 
 1064

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5629
المقالات 3193
المكتبة الصوتية 4861
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 418280609
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :