الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله، لقد كنا نتحدَّث في الأسابيع الماضية عن نظام الأسرة في الإسلام الذي أكرمنا الله عز وجل به، ولكن عندما أطلَّ علينا شهر ربيع الأول، شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، رأيتنا ملتفتين إلى ذكرى المولد والاستعداد لاستقباله، ولإحياء هذه الذكرى العطرة المحبوبة عند المسلمين عامة، لذلك كان لزاماً علينا أن نلتفت إلى هذه الذكرى العطرة التي تجدِّد في المسلمين الإيمانَ والصلةَ بهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وخاصة بعد أن عرفنا قول الله تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ}. ولا شكَّ بأن يوم المولد هو يوم من أيام الله تعالى الذي أكرم الله تعالى البشرية فيه بهذا الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، حيث كانت البشرية بانتظاره، وخاصة بالنسبة لأهل الكتاب، عندما كانوا يقولون: لقد أطلَّ زمن ظهور نبي هذه الأمة، فكانوا يترقَّبون ظهوره صلى الله عليه وسلم.
هجوم ودفاع:
أيها الإخوة الكرام: كلما أطلَّ شهر ربيع الأول شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، رأيت بعض المسلمين وبكلِّ أسف ينقسمون إلى قسمين، قسم مهاجم وقسم مدافع.
القسم الأول: يهاجمُ كلَّ مسلم يتكلَّم بالمولد وعن المولد ويحتفل بذكرى المولد، ويرميه بالفسق والتبديع والتضليل وربما بالتكفير، هذا القسم يقوم ولا يقعد بهجوم شديد على أهل المولد كلما جاء شهر ربيع، ومن الطبيعي أن يقوم القسم الآخر بالردِّ على هذا الهجوم ليسوق الأدلة على جواز الاحتفال بذكرى المولد، وبكلِّ أسف أن ترى هذا على أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية التي تبثَّ للعالم أجمع، فيراها المؤمن والكافر.
ومما يزيد الأمر حسرة وتأسفاً وندامة بأن كلاً من الفريقين يعلمون علم اليقين بأن الغرب الصليبي المتهوِّد مع أذنابه من أبناء جلدتنا يحاولون تهديم وتقويض الإسلام من جذوره، ومع هذا ترى هذه الظاهرة من الهجوم على من أقام حفلاً بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بالله عليكم من هو المستفيد من هذا الهجوم؟ ومن هو الرابح أو الخاسر منهما؟ لا شكَّ أن الخسارة على كلٍّ من الطرفين، لأنهما صارا ورقة رابحة بأيدي أعداء هذه الأمة.
حيث يتراشق المسلمون فيما بين بعضهم البعض بسهام التفسيق والتبديع والتضليل.
أيها الإخوة: نحن لا نشكُّ بأن هذا الدين محفوظ من التحريف والتبديل والضياع مهما تكالب عليه أعداؤه، فهم أحقر وأذلُّ وأصغر من أن يطفئوا نور هذا الدين، وذلك لقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون}. ولقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون}.
الكلُّ حريص على الدين من أن يبتدع فيه:
أيها الإخوة الكرام: مما لا شكَّ فيه بأن كل مسلم ذكراً كان أم أنثى ممن عشق هذا الدين هو حريص على دين الله تعالى من الضياع أو التحريف، حريص على دين الله من أن يُبتدع فيه ما ليس منه، كيف يجترئ عاشق الدين ومحبُّه على البدعة في دين الله عز وجل، وقد سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ)؟ رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها.
كيف يجترئ على ذلك وقد سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدِثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، أَلا لا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ) رواه ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؟ معاذ الله أن ترى مسلماً صادقاً في دين الله يجترئ على الابتداع في دين الله عز وجل، هذا فضلاً عن العلماء الراسخين في العلم.
من الذي يقول: بأن المولد عبادة؟
أيها الإخوة الكرام: من الذي يقول بأن المولد عبادة؟ من الذي يقول بأن المولد بالصورة التي تعارفها الناس اليوم بأنه فرض أو واجب أو سنة؟ هل سمعتم من العلماء أو من طلبة العلم ممن يحتفلون بذكرى المولد بأن الاحتفال بذكرى المولد فرض أو واجب أو سنة؟
قطعاً الجواب: لا، لأنه لا يجترئ أحد أن يقول هذا، لأن من قال بالفرضية أو الوجوب أو السنية فإنه يطالب بالدليل، ولكنَّ جميع العلماء متَّفقون على أنَّ هذا الأمر مباح، فمن شاء فعله ومن شاء تركه، ولا يُلام فاعله كما لا يُلام تاركه، هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ولا شك.
مفردات المولد لها دليل من الكتاب والسنة:
أيها الإخوة المؤمنون: إضافة إلى هذا الذي ذكرته فإني أقول: بأننا لو نظرنا إلى مفردات المولد التي اعتادها المسلمون اليوم فإننا نجد لها أصلاً من كتاب الله تعالى ومن سنة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ما هي مفردات المولد؟ مفردات المولد هي:
1ـ تلاوة القرآن الكريم.
2ـ مديح للنبي صلى الله عليه وسلم .
3ـ قراءة سيرته العطرة وتذكير الأمة بشيء من شمائله وصفاته التي يجب على الأمة اتباعها.
أيها الإخوة: أما حرَّضنا القرآن الكريم على تلاوة القرآن؟ أما حرَّضنا النبي صلى الله عليه وسلم على مدارسة القرآن الكريم في بيوت الله عز وجل؟
أما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لحسان بن ثابت منبراً ليدافع ولينافح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد؟ أما دخل بعض رجال من الحبشة مسجدَ النبي صلى الله عليه وسلم وهم يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: محمد عبد صالح؟
أما أوجب علينا ربُّنا عز وجل معرفةَ النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم؟ أما أمرنا ربنا عز وجل بتعظيم وتوقير النبي صلى الله عليه وسلم؟ أما أمرنا ربنا عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكر الله تعالى؟ إن الأدلة طافحة في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك.
فإذا جمعنا هذه المفردات التي طلبها شرعنا الشريف منا في ساعة من الزمن، مع الاعتقاد بعدم وجوبها بهذا الشكل، وبعدم سنيتها بهذا الشكل، أين تكمن المشكلة؟ لذلك لا يجوز أن نحمِّل الأمر ما لا يحتمله، ولا يجوز أن يفسِّق بعضنا البعض ما دمنا نجول في أمور مباحة، مع معرفة التكاليف الشرعية في كلِّ مفردة من مفردات المولد.
قصص الأنبياء والمرسلين فيها تثبيت للفؤاد:
أيها الإخوة الأحبة: إن سرد قصص الأنبياء والمرسلين بشكل عام فيه تثبيت للفؤاد، وهذا أمر لا نزاع فيه، لأن الله تبارك وتعالى يقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين}.
فإذا كان الحق جل وعلا يقصُّ على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قصص الأنبياء والمرسلين من أجل تثبيت فؤاده الشريف، وخاصة في ساعات الشدة والابتلاء، فنحن بحاجة أكثر إلى تثبيت فؤادنا، وخاصة في هذا الزمن العصيب الذي كثرت فيه الابتلاءات والشدائد والمحن، وهل هناك أمر أعظم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لتثبيت أفئدتنا؟
أيها الإخوة: نحن بأمسِّ الحاجة إلى العلماء العاملين الربانيين الذين يقصون علينا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لتثبيت أفئدتنا، نحن بحاجة إلى من يذكِّرنا بأيام الله، نحن بحاجة إلى من يذكِّرنا في كلِّ مناسبة بهذا الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، ومن هذه المناسبات ذكرى مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.
أما أنتم يا أهل المولد:
أيها الإخوة الأحبة: إلى جانب هذا الذي ذكرته، فإني أُذَكِّر إخوتي الأحبة من أهل الموالد بعد أن أُذَكِّر نفسي، بأن الحبيب الأعظم سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة إلى المدح والثناء والتبجيل والتوقير منا، بل نحن بحاجة إلى شرعه وسنته وهديه.
أيُّ مدح يكون للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم بعد أن مدحه ربنا عز وجل في كتابه العظيم جملة وتفصيلاً؟
ألم يقل ربنا عز وجل عنه في القرآن العظيم: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}؟ وهذا تزكية للسانه الشريف.
ألم يقل عن شرعه: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}؟ وهذا تزكية لشرعه الشريف.
ألم يقل عن جليسه وهو سيدنا جبريل عليه السلام: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}؟ وهذا تزكية لجليسه عليه السلام.
ألم يقل عن فؤاده: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}؟ وهذا تزكية لفؤاده الشريف.
ألم يقل عن بصره: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}؟ وهذا تزكية لبصره الشريف.
ألم يقل عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم}؟ وهذه تزكية لأخلاقه الكريمة.
إذا كان الله تعالى هو الذي قال عنه هذا، فهل هو صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى أمثالنا ليمدحه؟ قطعاً لا. لكن نحن بحاجة إلى أن نشرِّف ألسنتنا ومسامعنا بذكره صلى الله عليه وسلم، نحن بحاجة إلى شرعه الشريف، نحن بحاجة إلى تحليل الحلال وتحريم الحرام.
ماذا ينفع المدح والثناء والمولد إذا كان المحتفل آكلاً للربا، أو آكلاً للرشوة، أو قاطعاً للرحم، أو عاقّاً لوالديه، أو آكلاً لأموال الناس بالباطل، أو مخلفاً لوعده، أو حاقداً حاسداً، أو كانت زوجته سافرة متبرِّجة مع بناتها؟ ماذا ينفع المولد إذا كان المحتفل مصرَّاً على ذلك ـ لا قدَّر الله تعالى ـ؟ مع علم هذا المحتفل بأن عمله يُعرَض على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ المحتفل بالمولد مع إصراره على هذه المخالفات وإقامته عليها ـ لا قدَّر الله تعالى ـ هو مسيء وليس بمحسن، هو منَفِّر عن دين الله عز وجل، والعياذ بالله تعالى.
أيها الإخوة الأحبة: إن الغاية من الاحتفال بالمولد هي تحصيل العلم، والغاية من العلم العمل، وإلا كان الاحتفال حجة علينا لا لنا، فيا أهل الموالد جسِّدوا احتفالاتكم سلوكاً وعملاً وأخلاقاً.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:
أيها الإخوة الكرام: ختاماً أقول لنتق الله في أنفسنا، لنكن وقَّافين عند حدود الشرع الشريف، وكفانا عصبيَّة عمياء، كفانا تمزُّقاً، الأصول تجمعنا، والاختلاف في الفروع لا يفرِّقنا، لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليجعلنا وليجمعنا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
كفانا تفسيقاً وتبديعاً وتضليلاً، فالمولد أمر مباح فمن شاء أقامه ومن شاء تركه، المهم هو الالتزام بالكتاب والسنة، ماذا ينفعك المولد إن لم تكن ملتزماً محللاً الحلال ومحرماً الحرام؟
وماذا ينفعك علمك إذا لم تعرف كيف توظِّفه، ولم تجعله وسيلة لجمع شمل الأمة؟
أيها الغيور على دين الله اتق الله في أهل المولد ولا تكن سبباً في الطعن في دين الله تعالى، وأيها المحتفل بذكرى المولد اتق الله في نفسك ولا تكن سبباً للطعن في دين الله، اللهم لا تفرِّق جمعنا ولا تشتِّت شملنا ولا تجعل دائرة السوء علينا يا أرحم الراحمين.
أقول هذا القول وكل منا يستغفر الله، فيا فوز المستغفرين.
** ** **
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
إِنَّ أَعْلَى مَرَاتِبِ الأَدَبِ الأَدَبُ مَعَ اللهِ تعالى، بَلْ هُوَ أَصْلُ كُلِّ أَدَبٍ، وَالأَدَبُ مَعَ اللهِ تعالى هُوَ حُسْنُ الانْقِيَادِ لِأَوَامِرِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، مَعَ تَعْظِيمِهِ وَإِجْلَالِهِ وَالحَيَاءِ مِنْهُ تَبَارَكَ وتعالى. ... المزيد
لَقَدْ جَاءَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِرِسَالَةٍ مِنْ عِنْدِ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذَا مِنْ تَكْرِيمِ اللهِ تعالى لِخَلْقِهِ، وَقَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نَتَأَدَّبُ مَعَ حَبِيبِهِ ... المزيد
مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ العَظِيمَ بِتَدَبُّرٍ وَإِنْصَافٍ، فَإِنَّهُ يَجِدُ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُو جَمِيعَ العُقَلَاءِ مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ إلى الأَدَبِ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ... المزيد
العَارُ كُلُّ العَارِ أَنْ لَا يَعْرِفَ الإِنْسَانُ المُسْلِمُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ عَرَفَهُ حَقَّ المَعْرِفَةِ لَمْ يَرْتَبْ وَلَمْ يَشُكَّ في صِدْقِهِ وَفي صِدْقِ مَا جَاءَ ... المزيد
لَقَدْ وَهَبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ البَشَرِيَّةَ حَيَاةَ سَعَادَةٍ مُتَجَدِّدَةٍ، وَرُوحًا نَاضِرَةً، وَذَلِكَ بِظُهُورِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا ... المزيد
العُلَمَاءُ العَامِلُونَ الرَّبَّانِيُّونَ نُجُومٌ جَعَلَهُمُ اللهُ تعالى هِدَايَةً لِمَنْ أَرَادَ سَلَامَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، العُلَمَاءُ العَامِلُونَ هُمْ شُهَدَاءُ اللهِ المَرْضِيُّونَ، أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَعْظَمِ مَشْهُودٍ ... المزيد
مصطفى كامل المحمد
2010-03-20بسم الله الرحمن الرحيم حينما يكرم الله الأمة بعلماء بهذا الوعي والإدراك, وبهذه القوة من البيان والتوضيح فيما اختلفوا فيه, لا شك أنه تعالى يقيم الحجة على عباده, بأن يلتزموا طريق الحق وينهجوا النهج الصواب.
بوركتم يا سيدي وأدامكم الله عزاً لهذا الدين العظيم, وجزاكم الله خيراً.
ABDULKADER - RAHMWON
2010-02-20حيث قال: (أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظّم يوم مولده، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه، وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود، إذ سعد به كل موجود، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام, كما جاء في الحديث عن أبي قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذلك يوم ولدت فيه, ويومٌ بُعِثْتُ أو أُنزل علي فيه) رواه الإمام مسلم في "الصحيح" في كتاب الصيام.