أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3053 - معنى: (كل أمتى معافى إلا المجاهرين)

17-06-2010 18223 مشاهدة
 السؤال :
يقولصلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) فما هو المقصود من الحديث الشريف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3053
 2010-06-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالحديث رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى إلا المُجَاهِرِينَ، وَإنّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبحُ وَقَدْ سَتَرَهُ الله عَلَيهِ، فَيقُولُ: يَا فُلانُ، عَمِلت البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبحُ يَكْشِفُ ستْرَ الله عَنْه).

قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى) بمعنى يُعفى عنه، أو بمعنى سلَّمه الله تعالى من المعاصي، لكنَّ المجاهرين بالمعاصي لا يُعافَون، لأن المجاهر بالمعصية يكشف ستر الله عليه، فإما أن يُحدِّث الآخرين عن المعصية التي فعلها، وإما أن يفعلها علانية أمام الناس، وفي ذلك استخفاف بحقِّ الله تعالى وبحقِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو نوع من أنواع العناد، وبذلك استحقَّ غضب الله عز وجل والعياذ بالله تعالى.

أما الذي يستتر بالمعصية فهو إلى رحمة الله تعالى أقرب، لأنه يعتقد أنها معصية، ولكنه يضعف أمام نفسه وشهوته فيرتكبها سراً، ومما لا شكَّ فيه أن الذي يعصي سراً يستغفر الله تعالى منها، لاعتقاده أنها معصية، ويخشى الفضيحة، فهذا إن شاء الله تعالى مُعافى.

وفي الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: (يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَة مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيهِ، فَيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيقولُ: أتعرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعرفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيقول: رَبِّ أعْرِفُ، قَالَ: فَإنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وَأنَا أغْفِرُهَا لَكَ اليَومَ، فَيُعْطَى صَحيفَةَ حَسَنَاتِهِ) رواه البخاري.

أسأل الله العلي العظيم الذي سترنا فيما مضى من أعمارنا أن يسترنا فيما بقي منها، وأن يغفر لنا يوم العرض عليه. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18223 مشاهدة