أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7661 - «بَكَّرَ وَابْتَكَرَ»

22-10-2016 3062 مشاهدة
 السؤال :
ورد في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». ما معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7661
 2016-10-22
استمنى بيده بعد التحلل الأول

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمَعْنَى بَكَّرَ: أَتَى الصَّلَاةَ في وَقْتِهَا، وَكُلُّ مَنْ أَسْرَعَ إلى شَيْءٍ فَقَدْ بَكَّرَ إِلَيْهِ.

وَأَمَّا ابْتَكَرَ: فَمَعْنَاهُ أَدْرَكَ أَوَّلَ خُطْبَةِ الجُمُعَةِ، لِأَنَّ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ بَاكُورَتُهُ، وَابْتَكَرَ الرَّجُلُ إِذَا أَكَلَ بَاكُورَةَ الفَوَاكِهِ.

وَقِيلَ: مَعْنَى اللَّفْظَتَيْنِ وَاحِدٌ، فَعَّلَ وَافْتَعَلَ، وَإِنَّمَا كُرِّرَ للمُبَالَغَةِ وَالتَّوْكِيدِ، كَمَا قَالُوا: جَادٌّ مُجِدٌّ.

وَمِنْهُ حَدِيثُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الْـمَغْرِبِ» رواه الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ عَنْ أُمِّ النُّعْمَانِ الْكِنْدِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ كَذَا في الحَاوِي الكَبِيرِ. أَيْ: صَلَّوهَا أَوَّلَ وَقْتِهَا.

وَالحَدِيثُ الآخَرُ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي المَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ». أَيْ: حَافِظُوا عَلَيْهَا وَقَدَّمُوهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3062 مشاهدة