أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7521 - ثوبه ثوب زيات

25-08-2016 6008 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كان ثوبه كأنه ثوب زيات؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7521
 2016-08-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ روى التِّرْمِذِيُّ في الشَّمائلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ، وَتَسْرِيحَ لِحْيَتِهِ، وَيُكْثِرُ الْقِنَاعَ، كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ، وَيَهْتَمُّ بِتَسْرِيحِ وَتَمْشِيطِ لِحْيَتِهِ الشَّرِيفَةِ.

قَوْلُهُ: وَيُكْثِرُ الْقِنَاعَ: أَيْ: لِبْسَهُ، وَهُوَ خِرْقَةٌ تُلْقَى على الرَّأْسِ تَحْتَ العِمَامَةِ بَعْدَ اسْتِعْمَالِ الدُّهْنِ، وِقَايَةً للعِمَامَةِ مِنْ أَثَرِ الدُّهْنِ.

وَقَوْلُهُ: كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ: المَقْصودُ بِالثَّوْبِ هُوَ القِنَاعُ، وَلَيْسَ الثَّوْبُ الذي كَانَ على بَدَنِهِ الشَّرِيفِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَنْظَفَ النَّاسِ ثَوْبَاً، وَأَحْسَنَهُمْ هَيْئَةً، وَأَجْمَلَهُمْ سَمْتَاً، وَقَدْ ثَبَتَ في سُنَنِ أَبي داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَجُلَاً شَعِثَاً قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ؛ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ».

وَرَأَى رَجُلَاً آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ؛ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ».

وروى أبو داود والطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ».

وَيُؤَيِّدُ أَنَّ المَقْصُودَ بِالثَّوْبِ هُوَ القِنَاعُ، مَا جَاءَ في غِذَاءِ الأَلْبَابِ واللَّفْظُ للخَطِيبِ قَالَ: كَأَنَّ مِلْحَفَتَهُ مِلْحَفَةُ زَيَّاتٍ.

وفي رِوَايَةٍ لابن سَعْدٍ في الطَّبَقَاتِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ بِثَوْبِهِ حَتَّى كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ أَو دَهَّانٍ.

وَقَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِالثَّوْبِ هُوَ الثَّوْبُ الذي يَلْبَسُهُ أَثْنَاءَ اسْتِعْمَالِ الدُّهْنِ، وَهَذَا لَا يَلْزَمُ أَنْ يَسْتَمِرَّ في لِبْسِهِ.

وبناء على ذلك:

فَقَدْ وَرَدَ هَذَا الحَدِيثُ في الشَّمَائِلِ للتِّرْمِذِيِّ، وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6008 مشاهدة