تناول سماً، ولم يمت

7182 - تناول سماً، ولم يمت

21-02-2016 3350 مشاهدة
 السؤال :
رجل ضاقت عليه الدنيا، فأقدم على جريمة الانتحار بأخذ أدوية كثيرة، ولكنه لم يمت، وبعد مدة شهر وأكثر مات ميتةً طبيعيةً، فهل يدخل تحت الوعيد الذي ورد في حق المنتحر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7182
 2016-02-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالانْتِحَارُ كَبِيرَةٌ من الكَبَائِرِ، فَإِنِ اسْتَحَلَّهُ العَبْدُ ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ فَقَد اسْتَحَقَّ الخُلُودَ في النَّارِ، وَذَلِكَ للوَعِيدِ الذي جَاءَ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، روى الشيخان عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدَاً مُخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَاً».

فَمَنِ انْتَحَرَ وَمَاتَ بِسَبَبِ الانْتِحَارِ فَهُوَ مُرْتَكِبٌ كَبِيرَةً من الكَبَائِرِ، وَأَمْرُهُ إلى اللهِ تعالى، وَهُوَ العَلِيمُ سُبْحَانَهُ إِنْ كَانَ مُسْتَحِلَّاً لهذا الفِعْلِ أَمْ لا؟

وَأَمَّا إِذَا لَمْ يَمُتْ، فَعَلَيْهِ بالتَّوْبَةِ والاسْتِغْفَارِ، واللهُ عزَّ وجلَّ يَقْبَلُ تَوْبَةَ التَّائِبِينَ.

وبناء على ذلك:

فَمَا دَامَ هذا الإِنْسَانُ لَمْ يَمُتْ بَعْدَ إِقْدَامِهِ على الانْتِحَارِ إلا بَعْدَ شَهْرٍ وَأَكْثَرَ، فلا يُعْتَبَرُ مُنْتَحِرَاً، وَنَرْجُو اللهَ تعالى أَنَّهُ قَد تَابَ إلى اللهِ تعالى من إِقْدَامِهِ على قَتْلِ نَفْسِهِ، وَأَنَّهُ مَاتَ على تَوْبَةٍ، وَمَنْ مَاتَ على تَوْبَةٍ فَقَد أَفْلَحَ وَنَجَا، روى البَزَّارُ والطَّبَرَانِيُّ في الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ عَن جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «المُؤْمِنُ وَاهٍ (مُذْنِبٌ) رَاقِعٌ (تَائِبٌ مُسْتَغْفِرٌ) فَسَعِيدٌ مَنْ هَلَكَ عَلَى رَقْعِهِ». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3350 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الحدود

 السؤال :
 2022-01-22
 458
اذا قطع يد السارق أو أجلد الزانى أو ضرب شارب الخمر أو ضرب القازف في دار الدنيا هل يعذب في الآخرة مرة أخرى؟
رقم الفتوى : 11733
 السؤال :
 2022-01-11
 1003
أَنَا شَابٌّ مُتَزَوِّجٌ، وَقَدِ ابْتُلِيتُ بِارْتِكَابِ جَرِيمَةِ الزِّنَا مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، وَقَدْ نَدِمْتُ كَثِيرًا عَلَى مَا فَعَلْتُ، فَهَلْ تَكْفِينِي التَّوْبَةُ أَمْ لَا بُدَّ مِنْ إِقَامَةِ الحَدِّ عَلَيَّ؟
رقم الفتوى : 11691
 السؤال :
 2017-04-10
 2284
ما هو تعريف الردة؟ ومتى يصبح العبد مرتداً؟ وما هو حد المرتد؟
رقم الفتوى : 7954
 السؤال :
 2016-05-06
 1858
هل يجوز أن تقوم أربع نسوة مقام الشهادة في الدَّين بدلاً من رجلٍ وامرأتين؟
رقم الفتوى : 7301
 السؤال :
 2016-02-21
 294
ما حكم من يقول: بأنه يجوز للإنسان أن يقترف الفاحشة مع المرأة غير المحصنة، أما المحصنة فلا يجوز اقتراف الفاحشة معها حتى لا تختلط الأنساب؟
رقم الفتوى : 7183
 السؤال :
 2016-02-21
 2919
هل يجوز للمرأة أن تنتحر خوفاً على عِرْضِهَا من أن يُنتَهَكَ؟
رقم الفتوى : 7181

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414638532
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :