طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
الأَصْلُ في قَبُولِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ عِنْدَ اللهِ تعالى في الآخِرَةِ أَنْ تَكُونَ مُحَقِّقَةً شُرُوطًا ثَلَاثَةً:
أولًا: أَنْ تَكُونَ مَبْنِيَّةً عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ بِاللهِ تعالى، وَالإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
ثانيًا: أَنْ تَكُونَ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ مُوَافِقَةً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، لِأَنَّ الصَّالِحَ مِنَ الأَعْمَالِ مَا جَعَلَهُ الشَّرْعُ صَالِحًا، لَا مَا يَرَاهُ الإِنْسَانُ.
ثالثًا: أَنْ تَكُونَ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تَمَامِ فَضْلِهِ لَا يُضَيِّعُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ لِأَيِّ عَبْدٍ كَانَ، فَإِنْ كَانَ كَافِرًا جَزَاهُ الله تعالى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى الحَسَنَةِ حَسَنَةً، قَالَ تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.
وَلَكِنْ في الآخِرَةِ لَا نَصِيبَ لَهُ فِيهَا بِسَبَبِ كُفْرِهِ وَجُحُودِهِ ، وَأَجْرُ حَسَنَتِهِ أَخَذَهُ في الدُّنْيَا.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ للمُؤْمِنِ فَيُجَازِيهِ بِالحَسَنَةِ حَسَنَةً في الدُّنْيَا وفي الآخِرَةِ، قَالَ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |