طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ جَاءَ في الجَامِعِ الصَّغِيرِ للإِمَامِ السُّيُوطِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا وَبَاءَ مَعَ السَّيْفِ وَلَا نَجَاءَ مَعَ الْجَرَادِ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.
وَقَدْ ذَكَرَ شُرَّاحُ الحَدِيثِ بِأَنَّ الوَبَاءَ إِذَا وَقَعَ في بَلَدٍ، فَلَا يَكُونُ في ذَلِكَ البَلَدِ قِتَالٌ، وَقَالُوا: هَذَا إِخْبَارٌ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ اللهَ تعالى أَجْرَى عَادَتَهُ، أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ القِتَالُ بِالسَّيْفِ، وَالوَبَاءُ في قُطْرٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا وَقَعَ أَحَدُهُمَا لَا يَقَعُ الآخَرُ، هَذَا بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَفي كَثِيرٍ مِنَ الأُمُورِ يُطْلَقُ الحُكْمُ عَلَى غَالِبِ الأَمْرِ، فَيُقَالُ: صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ، إِذَا صَامَ أَكْثَرَهُ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَقَدْ وَرَدَ في ذَلِكَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَفِيهِ بِشَارَةٌ بِإِذْنِ اللهِ تعالى بِأَنَّ بِلَادَ الشَّامِ وَاليَمَنِ وَغَيْرَهَا مِنَ البُلْدَانِ التي وَقَعَ فِيهَا القِتَالُ لَا يَنْزِلُ بِهَا بَلَاءٌ، هَذَا إِذَا اتَّقَوْا رَبَّهُمْ وَفَعَلُوا مَا يُؤْمَرُونَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |