طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِنَّ هَذَا العَقْدَ الأَصْلُ فِيهِ عَدَمُ الجَوَازِ، لِأَنَّهُ بَيْعٌ مَعْدُومٌ وَمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ فُقَهَاءِ الحَنَفِيَّةِ أَجَازُوهُ اسْتِحْسَانَاً، لِسَدِّ حَاجَاتِ النَّاسِ وَمُتَطَلَّبَاتِهِمْ، وَاعْتَبَرُوهُ عَقْدَ اسْتِصْنَاعٍ.
وَلَكِنَّهُمْ مَا أَجَازُوا بَيْعَ السِّلْعَةِ المُسْتَصْنَعَةِ إِلَّا بَعْدَ اسْتِلَامِهَا مِنْ قِبَلِ المُسْتَصْنِعِ، لِأَنَّ الأَصْلَ فِيهِ عَدَمُ الجَوَازِ، وَأَجَازُوهُ اسْتِحْسَانَاً.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِنَّ المُشْتَرِكَ في هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ السَّكَنِيَّةِ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَبِيعَ البَيْتَ مَا لَمْ يَتِمَّ اسْتِلَامُهُ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَ بِأَنَّ الذي يَمْلِكُهُ إِنَّمَا هُوَ الثَّمَنُ فَقَط حَتَّى يَتِمَّ تَسْلِيمُهُ البَيْتَ.
فَإِذَا أَرَادَ البَيْعَ قَبْلَ اسْتِلَامِهِ البَيْتَ، فَإِنَّهُ في الحَقِيقَةِ يَبِيعُ مَالَاً بِمَالٍ، فَإِذَا أَخَذَ زِيَادَةً عَلَى مَا دَفَعَ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ رِبَا، وَهَذَا لَا يَجُوزُ.
وَيَجِبُ عَلَى المُشْتَرِكِ أَنْ يَعْلَمَ بِأَنَّ المَالَ الذي يَدْفَعُهُ للجَمْعِيَّةِ يَجِبُ أَنْ يُؤَدِّيَ زَكَاتَهُ مَا دَامَ لَمْ يَسْتَلِمِ البَيْتَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |