طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد اختَلَفَ الفُقَهاءُ في تَوقيتِ مُدَّةِ المَسحِ على الخُفَّينِ:
ذَهَبَ جُمهورُ الفُقَهاءِ من الحَنَفِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ والحَنابِلَةِ إلى تَحديدِ تَوقيتَ مُدَّةِ المَسحِ على الخُفَّينِ بِيَومٍ ولَيلَةٍ في الحَضَرِ، وبِثَلاثَةِ أيَّامٍ ولَياليها في السَّفَرِ.
وخالَفَ في ذلكَ المَالِكِيَّةُ وقالوا: يَمسَحُ على الخُفَّينِ ما لم يَنزَعْهُما أو تُصِبْهُ جَنابَةٌ، واستَدَلُّوا لذلك بما رواه أبو داود في سُنَنِهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ـ وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِلْقِبْلَتَيْنِ ـ: يَا رَسُولَ الله، أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟
قَالَ: «نَعَمْ».
قَالَ: يَوْماً؟
قَالَ: «يَوْماً».
قَالَ: وَيَوْمَيْنِ؟
قَالَ: «وَيَوْمَيْنِ».
قَالَ: وَثَلَاثَةً؟
قَالَ: «نَعَمْ، وَمَا شِئْتَ».
وجاءَ في بِدايَةِ المُجتَهِدِ، المسألَةُ الخَامِسَةُ، مُدَّةُ المَسحِ على الخُفَّينِ: وأمَّا التَّوقيتُ فإنَّ الفُقَهاءُ أيضاً اختَلَفوا فيهِ، فَرَأى مَالِكٌ أنَّ ذلكَ غَيرَ مُؤَقَّتٍ، وأنَّ لابِسَ الخُفَّينِ يَمسَحُ عَلَيهِما مَا لم يَنزِعْهُما، أو تُصِبْهُ جَنابَةٌ.
وبناء على ذلك:
فَيَرى المَالِكِيَّةُ أنَّ المَسحَ على الخُفَّينِ جائِزٌ من غَيرِ تَوقيتٍ بِزَمانٍ، فلا يَنزِعْهُما إلا لِمُوجِبِ الغُسلِ.
ويُندَبُ عِندَهُم نَزعُهُما في كُلِّ أسبوعٍ مَرَّةً يَومَ الجُمُعَةِ ولو لم يُرِدِ الغُسلَ، ونَزْعُهُما مَرَّةً في كُلِّ أسبوعٍ في مِثلِ اليَومِ الذي لَبِسَهُما فيهِ، فإذا نَزَعَهُما لِسَبَبٍ أو لِغَيرِهِ وَجَبَ غَسلُ الرِّجلَينِ؛ والأخْذُ بِقَولِ الجُمهورِ أحوَطُ. هذا، والله تعالى أعلم. أسأل الله تعالى لك العافية. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |