السؤال :
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِلزَّوْجَةِ النَّاشِزِ، مَعَ إِحْسَانِ زَوْجِهَا لَهَا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13390
 2024-11-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَقُولُ للزَّوْجَةِ النَّاشِزِ التي يُحْسِنُ إِلَيْهَا زَوْجُهَا وَلَا يُسِيءُ إِلَيْهَا: أَنْتِ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ إِذَا لَمْ تَتُوبِي إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّ إِعْطَاءَ الزَّوْجَةِ حَقَّ الزَّوْجِ وَاجِبٌ عَلَيْهَا شَرْعًا، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَنُشُوزُ الزَّوْجَةِ إِيذَاءٌ لِلزَّوْجِ، وَإِيذَاءُ المُؤْمِنِ لَا يَجُوزُ شَرْعًا، وَلْتَعْلَمِ المَرْأَةُ الَّتِي تُؤْذِي زَوْجَهَا بِقَوْلِهَا أَوْ فِعْلِهَا أَنَّهَا عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ، لِأَنَّ الزَّوْجَ بَابٌ لَهَا إِمَّا إلى الجَنَّةِ وَإِمَّا إلى النَّارِ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟».

قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ: «كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟».

قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ.

قَالَ: «فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَأَنْصَحُ الزَّوْجَةَ النَّاشِزَ ـ الَّتِي يُحْسِنُ إِلَيْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ تُقَابِلُ الإِحْسَانَ بِالإِسَاءَةِ ـ بِالتَّوْبَةِ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِالاعْتِذَارِ لِلزَّوْجِ، وَلْتَكُنْ حَرِيصةً كُلَّ الحِرْصِ عَلَى إِرْضَائِهِ مَا لَمْ يَأْمُرْهَا بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلْتَذْكُرْ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الجَنَّةَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

وَإِلَّا فَهِيَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ إِذَا لَمْ تَتُبْ إلى اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.