طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإني أراها دعوة خطيرة لانتشار الفاحشة، وهي مخالفة لتعاليم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي حض على الزواج بقوله: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ).
وكذلك تعجيل زواج البنت إذا دخلت سن النساء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي رضي الله عنه: (يَا عَلِيُّ ثَلاثٌ لا تُؤَخِّرْهَا: الصَّلاةُ إِذَا آنَتْ، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدْتَ لَهَا كُفْئًا) رواه الترمذي وقال: حديث غريب حسن.
العكس من ذلك تماماً هو الخطر على المجتمع، وخاصة ونحن نسمع كثرة انتشار الفاحشة، وخاصة زنا المحارم والعياذ بالله تعالى، بسبب القنوات الفضائية الإباحية والمواقع الإباحية على الانترنت، وصون الشباب والشابات لا يكون إلا بالزواج، وطهارة المجتمع من الرذيلة لا تكون إلا بالزواج.
وأما أغلب المشاكل التي تحدث وتؤدي إلى الطلاق فليس سببها الزواج المبكر، إنما سببها كما قلت المواقع الإباحية وكثرة التبرُّج وطغيان النساء والعياذ بالله تعالى، وسوء اختيار كل من الزوجين للآخر.
ومن الأسباب التي لها أثر كبير في الطلاق، هو تدخُّل الآباء والأمهات في حياة الأزواج بغير حق وبتوجيه من منطلق: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُون}. يتدخلون بدون معرفة الأحكام الشرعية في حقوق كل من الزوجين، وصار من الواجب الأكيد على المسلمين أن يزوِّجوا الشباب والشابات مبكراً مع النصح والتوجيه وتعريف كلٍّ من الزوجين بحقه وواجبه، وأن تكون المراقبة لله عز وجل قائمة في حياتنا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |