طباعة |
47ـ أشراط الساعة: شمول الإسلام أرجاء المعمورة | |
أشراط الساعة 47ـ شمول الإسلام أرجاء المعمورة مقدمة الكلمة: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فيا أيُّها الإخوة الكرام: مِن عَلَامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ: اِنْتِشَارُ الإِسْلَامِ في أَرْجَاءِ المَعْمُورَةِ، حَتَّى يَشْمَلَ جَمِيعَ مَا على سَطْحِ الأَرْضِ، بِحَيْثُ لا يَبْقَى بَيْتُ حَجَرٍ، ولا وَبَرٍ، ولا مَدَرٍ، إلا وَيَدْخُلُهُ هذا الدِّينُ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ. روى الإمام أحمد والحاكِم عَن الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا». (الْمَدَرُ: الطِّينُ الصُّلْبُ). (الوَبَرُ: الصُّوفُ أَو الشَّعْرُ). والمُرَادُ: بُيُوتُ أَهْلِ البَدْوِ والحَضَرِ. وروى الإمام أحمد عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزَّاً يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلَّاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ». وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ: قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرَاً الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ. شَتَّانَ بَيْنَ المُؤْمِنِ المُتَفَائِلِ، وَبَيْنَ الفَاجِرِ المُتَشَائِمِ: أيُّها الإخوة الكرام: شَتَّانَ مَا بَيْنَ حَالِ المُؤْمِنِ المُتَفَائِلِ، والفَاجِرِ المُتَشَائِمِ الذي لا يَرَى في الُوجُودِ إلا الظَّلامَ والتَّعَاسَةَ والشَّقَاءَ. الإِيمَانُ يُوَلِّدُ الأَمَلَ في نُفُوسِ المُؤْمِنِينَ، وَشَجَرَةُ اليَقِينِ تُثَمِّرُ التَّفَاؤُلَ في قُلُوبِ المُوقِنِينَ، فالإِنْسَانُ المُؤْمِنُ أَوْسَعُ النَّاسِ أَمَلاً، وَأَكْثَرُهُم تَفَاؤُلاً وَاسْتِبْشَارَاً، كَمَا تَعَلَّمَ ذلكَ من سِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد بَشَّرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ بِظُهُورِ هذا الدِّينِ مَهْمَا تَكَالَبَ عَلَيْهِ الأَعْدَاءُ، وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الخُصُومُ. روى الإمام مسلم عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ (جَمَاعَتَهُم وأَصلَهُم)، وَلَو اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا ـ أَوْ قَالَ: مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا ـ حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضَاً، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضَاً». أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد أَرَى اللهُ تعالى سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْلَمَهُ أَنَّ مُلْكَ أُمَّتِهِ سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لَهُ مِنْهَا، وهذا يَعْنِي أَنَّ مُلْكَهَا سَيَعُمُّ الأَرْضَ كُلَّهَا، لأَنَّ التَّعْبِيرِ بِمَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، كِنَايَةٌ عَن شُمُولِ ذلكَ، أَمَا تَرَى أَنَّ اللهَ تعالى يُقْسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ والمَغَارِبِ، وَرَبِّ المَشْرِقَيْنِ، وَرَبِّ المَغْرِبَيْنِ؛ والمُرَادُ شُمُولُ ذلكَ كُلِّهِ. أيُّها الإخوة الكرام: السَّعِيدُ المُوَفَّقُ هُوَ الذي يَقُومُ بِتَبْلِيغِ رِسَالَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَهْمَا كَانَتِ الظُّرُوفُ، وَمَهْمَا كَثُرَ الشَّرُّ والفَسَادُ، لأَنَّ اللهَ تعالى غَالِبٌ على أَمْرِهِ، وَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ قَالَ: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾. وروى الإمام أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنَّا قُعُودَاً فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلَاً يَكُفُّ حَدِيثَهُ فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ، أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُمَرَاءِ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكَاً عَاضَّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكَاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». ثُمَّ سَكَتَ. سَيُهْلِكُ اللهُ تعالى جَمِيعَ المِلَلِ إلا الإِسْلامَ: أيُّها الإخوة الكرام: سَيُهْلِكُ اللهُ تعالى البَاطِلَ بِكُلِّ صُوَرِهِ، طَالَ الزَّمَنُ أَمْ قَصُرَ، فالسَّعِيدُ مَن كَانَ بِجَانِبِ الحَقِّ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ. روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطٌ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ (بَينَ ثَوبَينِ فِيهِمَا صُفْرَةٌ خَفِيفَةٌ)، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ، حَتَّى يُهْلِكَ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْإِبِلُ مَعَ الْأُسْدِ جَمِيعَاً، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ وَالْغِلْمَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً، فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى، فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَيَدْفِنُونَهُ». (أَوْلَادُ الْعَلَّاتِ: الْإِخْوَةُ مِن الْأَبِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى). خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ: أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّ المُتَدَبِّرَ لِحَالِ الأُمَّةِ اليَوْمَ النَّاظِرَ لَهَا، يَرضى أَنَّ جَمِيعَ أُمَمِ الكُفْرِ تَدَاعَتْ عَلَيْنَا من كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ، يَقْتُلُونَ وَيُدَمِّرُونَ، وَيُحْرِقُونَ وَيَغْتَصِبُونَ، وَيَفْعَلُونَ كُلَّ مَا يَسْتَطِيعُونَ لِيُبَدِّدُوا أَهْلَ هذا الدِّينِ تَمَامَاً، وَانْطَبَقَ على وَاقِعِنَا المَرِيرِ قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ». قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». وَلَكِنْ مَعَ كُلِّ هذا فَنَحْنُ نَتَفَاءَلُ، بَلْ وَنَحْنُ عل يَقِينٍ بِأَنَّ هذهِ الأُمَّةَ مَا خُلِقَتْ إلا لِيَكُونَ لَهَا البَقَاءُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَتَكُونَ لَهَا السِّيَادَةُ والرِّيَادَةُ، لذلكَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ وَنَسْعَى جَاهِدِينَ للالْتِزَامِ بهذا الدِّينِ سُلُوكَاً وَعَمَلاً، وَيَجِبُ عَلَيْنَا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ التَّوْبَةُ والرُّجُوعُ إلى اللهِ تعالى. أيُّها الإخوة الكرام: إِيَّايَ وَإِيَّاكُم من اليَأْسِ والقُنُوطِ، لأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَعْرِفُ اليَأْسَ ولا القُنُوطَ، بَلْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في أَحْلَكِ الأَوْقَاتِ والظُّرُوفِ مُتَفَائِلاً، وَيَبُثُّ الأَمَلَ في نُفُوسِ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ في تِلْكَ الظُّرُوفِ، فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «واللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ» رواه الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. فَلَنْ يَبْقَ بَيْتٌ في أَرْجَاءِ المَعْمُورَةِ إلا وَسَيَدْخُلُهُ الإِسْلامُ، رَغْمَ أَنْفِ كُلِّ عَبْدٍ كَافِرٍ وَمُشْرِكٍ، رَغْمَ كُلِّ حَاقِدٍ وَحَاسِدٍ. عَلَيْنَا بالالْتِزَامِ بِدِينِ اللهِ تعالى وَلْنَحْذَرِ اليَأْسَ والقُنُوطَ، لأَنَّ اللهَ تعالى مَعَ المُتَّقِينَ، مَعَ المُحْسِنِينَ، مَعَ الصَّابِرِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا من عِبَادِكَ المُتَّقِينَ، المُحْسِنِينَ، الصَّابِرِينَ. آمين. ** ** ** تاريخ الكلمة: الأربعاء: 6/صفر /1437هـ، الموافق: 17/تشرين الثاني / 2015م |
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |