طباعة |
13ـ نحو أسرة مسلمة: نصائح لمن يطلب السعادة في حياته الزوجية | |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإلى كل شاب يريد الزواج، أقول: أبارك لكم في زواجكم الميمون، وأرجو الله أن يجمع بينكم وبين زوجتكم على أحسن حال، ويوفق بينكما كما وفق بين سيدنا علي رضي الله عنه والسيدة فاطمة رضي الله عنها، وأن ينجب منكما النسل الصالح الكثير الطيب المبارك المرزوق من حلال. أخي الحبيب: أوصي نفسك وإياك في الحياة الزوجية بقول الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. اعلم يا أخي الحبيب بأن الحق الذي لك عند زوجتك هو واجب عليك نحوها، فقم بالواجب الذي عليك أولاً، لأنك مسؤول عنه يوم القيامة. أما بالنسبة للحق الذي لك عند زوجتك فطالب به برفق ولين، ولا تكن فظّاً غليظ القلب عند مطالبتك بحقك، بل طالبها بحقك مع الكلمة الطيبة والبسمة الحانية، وأنت تجعل نصب عينيك العفو إن قصَّرت، لأن خلق المسلم العفو والصفح. واحذر يا أخي أن تطالب بالحق الذي لك قبل أن تقوم بالواجب الذي عليك، لأن هذا ليس من خلق المسلم الذي يعرف نفسه بأنه واقف بين يدي الله عز جل يوم القيامة للعرض والحساب. واعلم يا أخي الكريم حديث سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي) رواه ابن ماجه. فلتكن فيك هذه الخيرية بشهادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال إحسانك لزوجتك وخذ بوصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري. وطالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا فعلى الرأس ثم العين، فاستوص بها خيراً، فأحسن الكلمة معها، وأحسن النظرة إليها، وأحسن التعامل معها، فإن قصَّرت أو أساءت لا قدر الله فليكن صدرك واسعاً، وتحلَّ بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أخي الحبيب: تذكر قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري. مرها بالحجاب وذلك من خلال قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. ومرها بالصلاة وذلك من خلال قول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}. مرها بعدم إبداء الزينة إلا أمام محارمها وذلك من خلال قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}. مرها بغض البصر وذلك من خلال قول الله عز وجل: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}. ولتكن هذه الأوامر كلها من خلال قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}. ومن خلال قوله تعالى: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}. وأدعوك أخي الحبيب إلى الاطلاع على زاوية نحو أسرة مسلمة على موقعنا على الانترنت فإنه ترى فيها خيراً كثيراً إن شاء الله أنت وزوجتك؟ وأخيراً أسأل الله لنا ولكم سعادة الدارين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم أحمد شريف النعسان
|
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |