طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فيجب على هذه الفتاة أن تلتزم بحجابها الكامل إذا أرادت الخروج من بيتها إلى مكان عملها إذا لم يكن فيه الاختلاط بالرجال.
ثانياً: تعليق أمر الطاعة على أمر دنيوي لا يجوز، لأن المرأة مكلَّفة شرعاً بالحجاب قبل الزواج وأثناءه وبعده، وربط مسألة الحجاب بالزواج هذا ليس من شأن العقلاء، من الذي يضمن نفسه أن يبقى على قيد الحياة حتى يتزوج؟
ثالثاً: أما مراسلة الرجال الأجانب من أجل الزواج لا أراه لائقاً في حق المرأة المسلمة، إلا أن يكون عن طريق وليِّها، وخاصة في زمن كثُر فيه الأدعياء ـ أدعياء الصلاح ـ.
وليس من حرج في أن يقوم ولي الفتاة بعرض طلب الزواج من رجل صالح كما فعل سيدنا شعيب عليه السلام، وكما فعل سيدنا عمر رضي الله عنه، وهذا ليس من باب الشرك معاذ الله تعالى.
وأنا أنصح هذه الفتاة بالالتجاء إلى الله تعالى، وأن تسأل الله تعالى أن يهيئ لها الرجل الصالح الذي يعينها على أمر دينها ودنياها، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |