طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَجِبُ أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَ المُوَالَاةِ وَالمُعَامَلَةِ وَالمُجَامَلَةِ، فَالمُوَالَاةُ تَعْنِي النُّصْرَةَ وَالمَعُونَةَ وَالمَوَدَّةَ وَالحُبَّ، وَهَذِهِ حَرَامٌ بِالإِجْمَاعِ، وَلَا تَجُوزُ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾.
وَمَنْ يُوَالِيهِمْ بَالنُّصْرَةِ وَالمَعُونَةِ يَكُونُ مِنْ جُمْلَتِهِمْ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
وَمِنْ صُوَرِ المُوَالَاةِ تَقْدِيمُ المُسَاعَدَةِ لَهُمْ بِأَيِّ صُورَةٍ مِنْ صُوَرِهَا، كَتَقْدِيمِ أَرْضٍ يُخْضِعُونَهَا لِتَصَرُّفَاتِهِمْ، أَو مَطَارٍ يَضَعُونَهُ تَحْتَ سُلْطَانِهِمْ وَهَكَذَا..
أَمَّا المُعَامَلَةُ وَالمُجَامَلَةُ فَهَذِهِ جَائِزَةٌ، لِأَنَّ الإِسْلَامَ أَبَاحَ مُعَامَلَتَهُمْ إِذَا كَانُوا مُسَالِمِينَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |