طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: تقولين عن نفسك أنك فتاة ملتزمة، أسألك أين هذا الالتزام عندما تقيمين علاقة ولقاءً بينك وبين رجل أجنبي عنك، سواء كان شيعياً أو سنياً؟ فعليك بالتوبة والاستغفار والندم على ما صدر منك.
ثانياً: يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي. ومن الدين عدم تقديس الأشخاص وجعلهم فوق البشر، وأن يعتقد بهم أنهم يعلمون الغيب، وأن الإمام له صلة روحية بالله، وأنه يجب الإيمان بالإمام كما يجب الإيمان برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن الدين كذلك احترام السلف الصالح وخاصة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وبالأخص الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، ومن الدين تبرئة السيدة عائشة الصدِّيقةِ بنتِ الصدِّيق حبيبةِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم المبرأةِ من فوق سبع سموات.
ومن الدين الاعتقاد بأن الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم قد ثبت بنص القرآن الكريم رضاء الله تعالى عنهم، وذلك من خلال قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}. وكان الخلفاء الأربعة ممن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بيعة الرضوان، وهذه الآية الكريمة خبر من الله تعالى، والخبر من الله تعالى لا يقبل النسخ كما يقول علماء الأصول.
ومن الدين الاعتقاد بأن الذين آمنوا قبل الهجرة وبعد الهجرة وماتوا على الإيمان أنهم من أهل الجنة، كما أخبر الله تعالى: {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}.
وبناء على ذلك:
فإذا كان هذا الشيعي اعتقاده هذا الاعتقاد الذي أشرنا إليه، ويصلي صلاتنا، فإنه يجوز له أن يتزوَّج من المرأة المسلمة، بشرط أن لا يكون نكاح متعة.
أما إذا لم يكن هكذا اعتقاده فلا يجوز للمرأة المسلمة أن يزوِّجها وليُّها له لفساد عقيدته، وخشية على عقيدة زوجته من الفساد. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |