طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: مما لا شكَّ فيه بأن الإنسان البعيد عن الله تعالى يظن بالناس كما يظنُّ بنفسه، ولا يفرِّق بين الرسول وغير الرسول.
وكذلك مما لا شكَّ فيه بأن البعيد عن الله تعالى من الطبيعي أن يكون محروماً من الأدب مع الصفوة المختارة من الخلق، ألا وهم السادة الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام.
ثانياً: الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام منزَّهون عن جميع النواقص والأدناس، ومنزَّهون عن حبِّ الدنيا، ويتعاملون معها بمقدار الحاجة والضرورة في شؤون أنفسهم عليهم الصلاة والسلام.
ثالثاً: الأدب مع الأنبياء والمرسلين جميعاً فرض على الأمة كلِّها، وسوء الأدب معهم قد يُخرج العبد من دائرة الإيمان والعياذ بالله تعالى.
وبناء على ذلك:
لم يكن طلب سيدنا يوسف عليه السلام من الملك أن يجعله على خزائن الأرض من أجل المكانة، أو حرصاً على دنيا، حاشاه من ذلك، بل كان طلبه إنقاذاً للأمة من الضرر المتوقَّع، من خلال قوله: {ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُون}. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |