طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي. ويقول الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم}. هذا أولاً.
ثانياً: الإسلام رغَّب في نظر الخاطب إلى المخطوبة ونظرها إليه، وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وقد خطب امرأة: (انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا) رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
ثالثاً: إذا رفضت الفتاة أو المرأة الزواج من صاحب الدين والخلق لأنها ما رغبته فلا إثم عليها ولا حرج، لأن الزواج مبناه على الاختيار، مع الراحة النفسية للخاطبين.
رابعاً: كراهية الإنسان من أجل دينه فيها إثم كبير، لأنه من الواجب على المؤمن أن يحبَّ المؤمن.
وبناء على ذلك:
فلا حرج في رفض الفتاة لزواجها من صاحب الدين إذا لم تشعر براحة إليه، ولكنها تكون آثمة إذا كانت كراهيتها له من أجل دينه. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |