طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾.
وَيَقُولُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾.
وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَأَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى تَحْرِيمِ السَّرِقَةِ، وَلَمْ يُخَالِفْ أَحَدٌ في ذَلِكَ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِنَّ أَخْذَ الكَهْرُبَاءِ بِالصُّورَةِ المَذْكُورَةِ سَرِقَةٌ مِنَ المَالِ العَامِّ، وَهِيَ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، لِأَنَّ السَّارِقَ يَسْرِقُ مِنَ الأُمَّةِ كُلِّهَا.
وَعَلَى مَنْ فَعَلَ هَذَا أَنْ يُسَارِعَ إلى التَّوْبَةِ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْ تَمَامِ التَّوْبَةِ أَنْ يَدْفَعَ قِيمَةَ الكَهْرُبَاءِ المَسْرُوقَةِ إِنْ عَلِمَ قِيمَتَهَا، وَإِلَّا فَيُقَدِّرُ تَقْدِيرًا حَيْثُ يُغَلِّبُ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّ ذِمَّتَهُ بَرِئَتْ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، وَيَكُونُ الدَّفْعُ لِشَرِكَةِ الكَهْرُبَاءِ.
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مِنْ سَبِيلٍ لِدَفْعِ المَالِ لِشَرِكَةِ الكَهْرُبَاءِ وَلَا بِصُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ، عِنْدَهَا يُصْرَفُ المَالُ ـ الذي هُوَ قِيمَةُ الكَهْرُبَاءِ المَسْرُوقَةِ ـ لِلْفُقَرَاءِ وَأَصْحَابِ الحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ بَلْدَتِهِ، وَنَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |