طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: إنَّ مصافحة المرأة الأجنبية يحرم عند جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة، لأنَّه ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما صافح امرأة أجنبيَّة قط، كما روى الإمام أحمد عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ فِي بَيْعَةٍ قَطُّ).
وأخرج الطبراني عن مَعْقِلَ بن يَسَارٍ رضي الله عنه، قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ).
ثانياً: قال تعالى: {وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون}. ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه: (إنا كنا أذلَّ قومٍ فأعزَّنا اللهُ بالإسلام، فمهما نطلب العزَّةَ بغير ما أعزَّنا اللهُ به أذلَّنا الله) رواه الحاكم.
ثالثاً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ) رواه الترمذي عن بهز بن حكيم رضي الله عنه.
وبناء على ذلك:
فيحرم على الرجل مصافحة المرأة الأجنبية، ولا توجد ضرورة في مصافحتها، كما يجب على المسلم أن يُظهر فخره واعتزازه بدين الله تعالى، وأن يعتذر للمرأة الأجنبية بأنَّ إسلامه ودينه يمنعانه من ذلك خشية الفتنة عليه وعليها، لأنَّ الله تعالى حرَّم نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية، والعكس بالعكس بنص القرآن الكريم بقوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}. وبقوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}. فإذا حذَّر ربُّنا تعالى من النظرِ فالمسُّ من باب أولى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |