الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}. ويقول تبارك وتعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون}. ويقول تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون}. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِن الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ) رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (يا عَلِيُّ لا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي بريدة رضي الله عنه.

وبناء على ذلك:

فإن النظر إلى النساء ـ والمرأة كلها عورة ـ لا يجوز شرعاً، سواء كان في صورة تلفزيونية أو فوتوغرافية أو في جهاز الانترنت أو غيره من وسائل الإعلام، أو حقيقية، وخاصة إذا كانت صوراً عارية تحرِّك الشهوة في نفوس الرجال.

ومما لا شكَّ فيه بأنَّ الصور العارية تفسد الإنسان، وتثير شهوته، وتكدِّر قلبه، وتشوِّش فكره وعقله، وهي بريد إلى الزنى الحقيقي والعياذ بالله تعالى، ولولا ذلك لما قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون}.

ولم يفرِّق نص القرآن الكريم والحديث الشريف بين الصورة والحقيقة. هذا، والله تعالى أعلم.