طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى البيهقي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا دُعَاءً نَدْعُو بِهِ فِي الْقُنُوتِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ: «اللهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنَا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ».
وَالقُنُوتُ في صَلَاةِ الفَجْرِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَإِذَا تَرَكَهُ المُصَلِّي لَا تَبْطُلُ صَلَاتُهُ، لَكِنَّهُ يَسْجُدُ للسَّهْوِ، سَوَاءٌ تَرَكَهُ عَمْدَاً أَو سَهْوَاً.
وبناء على ذلك:
فَهَذَا الدُّعَاءُ الذي وَرَدَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَهُ المُصَلِّي وَهُوَ المَشْهُورُ على الأَلْسُنِ، وَيَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَاعْلَمْ أَنَّ القُنُوتَ لَا يَتَعَيَّنُ فِيهِ دُعَاءٌ على المَذْهَبِ المُخْتَارِ، فَأَيُّ دُعَاءٍ دَعَا بِهِ حصَلَ القُنُوتُ، وَلَو قَنَتَ بِآيَةٍ، أَو آيَاتِ القُرْآنِ العَزِيزِ، وَهِيَ مُشْتَمِلَةٌ على الدُّعَاءِ حَصَلَ القُنُوتُ، وَلَكِنَّ الأَفْضَلَ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |