طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أَوَّلًا: الاكْتِحَالُ مِنَ الزِّينَةِ المُبَاحَةِ شَرْعًا، يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾. وَخَاصَّةً بِالنِّسْبَةِ للمَرْأَةِ التي قَالَ اللهُ تعالى في شَأْنِهَا: ﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾.
ثَانِيًا: اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى وُجُوبِ سَتْرِ الوَجْهِ إِذَا خُشِيَتِ الفِتْنَةُ، وَكَذَلِكَ يَجِبُ سَتْرُهُ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ زِينَةٌ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَيَجِبُ عَلَى المَرْأَةِ أَنْ تَسْتُرَ وَجْهَهَا إِذَا كَانَتْ شَابَّةً، وَخَاصَّةً في هَذَا الزَّمَنِ الذي كَثُرَتْ فِيهِ الفِتَنُ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ مُكْتَحِلَةً أَمْ لَا.
وَأَمَّا إِذَا أَصَرَّتِ المَرْأَةُ عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا لِظنِّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ وَلَا يَجِبُ سَتْرُهُ، وَكَانَتْ مُكْتَحِلَةً، فَيَجِبَ عَلَيْهَا سَتْرُهُ مِنْ أَجْلِ إِخْفَاءِ الكُحْلِ الذي هُوَ مِنَ الزِّينَةِ التي يَجِبُ سَتْرُهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |