طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
روى أبو يعلى عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها أنَّها قالت: كانَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (يأمُرُ بِفِراشِهِ فَيُفرَشُ له فَيَستَقبِلُ القِبلَةَ، فإذا أَوى إليه تَوَسَّدَ كَفَّهَ اليُمنَى، ثمَّ هَمَسَ ـ ما ندري ما يقول ـ فإذا كانَ في آخِرِ ذلكَ رَفَعَ صوتَهَ قال: «اللَّهُمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ إله ـ أو: ربَّ ـ كلِّ شيءٍ مُنَزِّلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ، فالِقَ الحبِّ والنَّوى، أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللُّهُمَّ أنتَ الأوَّلُ الذي ليسَ قبلَكَ شيءٌ، والآخِرُ الذي ليسَ بعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظَّاهِرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ، اِقضِ عنَّا الدَّينَ وأغنِنا من الفَقرِ»).
يقولُ ابنُ مفلح المقدسي في الآدابِ الشَّرعيَّةِ: ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ رَحِمَهُمُ اللهُ تعالى أَنَّهُ يُكْرَهُ مَدُّ الرِّجْلَيْنِ إلَى الْقِبْلَةِ فِي النَّوْمِ وَغَيْرِهِ. اهـ.
وبناء على ذلك:
فيُستحبُّ استقبالُ النَّائمِ بوجهِهِ القِبلَةَ، وأن يَضَعَ يَدَهُ اليُمنى تحتَ خدِّهِ الأيمنِ، وهذهِ الحالةُ هيَ سُنَّةُ خاتَمِ النَّبيِّينَ، وسيِّدِ المرسلينَ، وإمامِ الأوَّلينَ والآخِرِينَ، سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فإذا خالَفَ العبدُ السُّنَّةَ وَقَعَ في الكراهةِ، وإذا كانَ مُضطرَّاً لمدِّ رِجلَيهِ نحوَ القِبلةِ بسببِ المكانِ فليَضَعْ رأسَهُ نحوَ القِبلةِ، ورِجلَيهِ عكسَ جِهَةِ القِبلةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |