طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ شَرِبَهَا فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ شَرِبَهَا فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَالثَّالِثَةَ وَالرَّابِعَةَ، فَإِنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ، لَمْ يَتُب اللهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ حَقَّاً عَلَى الله أَنْ يُسْقِيَهُ مِنْ عَيْنِ خَبَالٍ».
قِيلَ: وَمَا عَيْنُ خَبَالٍ؟
قَالَ: «صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ».
ويَقولُ المُباركفوري في تُحفَةِ الأحوذي: إِنَّمَا خَصَّ الصَّلَاةَ بِالذِّكْرِ، لِأَنَّهَا أَفْضَلُ عِبَادَاتِ الْبَدَنِ، فَإِذَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا فَلَأَنْ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عِبَادَةٌ أَصْلاً كَانَ أَوْلَى.
وبناء على ذلك:
فإذا ماتَ الإنسانُ مُصِرَّاً على شُربِ الخَمرِ والعِياذُ بالله تعالى، وكانَ قد أدَّى الفَرَائِضَ، فإنَّ الفَرَائِضَ تَسقُطُ عَنهُ، ولكنَّهُ لا يُثابُ عَلَيها، أمَّا إذا تابَ إلى الله تعالى قَبلَ مَوتِهِ فإنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى يُثيبُهُ على طَاعَاتِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |