طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد ذَكَرَ اللهُ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في سُورَةِ الذَّارِيَاتِ قِصَّةَ سَيِّدِنَا إبرَاهِيمَ عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَعَ المَلائِكَةِ وبِشَارَتَهُم لَهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ، وإهلاكَهُم لِقَومِ سَيِّدِنَا لُوطٍ عَلَيهِ السَّلامُ، ثمَّ ذَكَرَ لَهُ قِصَّةَ سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ مَعَ فِرعَونَ، ثمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ سَيِّدِنَا هُودٍ عَلَيهِ السَّلامُ مَعَ قَومِهِ عَادٍ، ثمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ سَيِّدِنَا صَالِحٍ عَلَيهِ السَّلامُ مَعَ قَومِهِ، ثمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ سَيِّدِنَا نُوحٍ عَلَيهِ السَّلامُ مَعَ قَومِهِ.
ثمَّ بَعدَ ذلكَ ذَكَرَ جَلَّ جَلالُهُ قِصَّةَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ ومَا فِيهِمَا، لِبَيَانِ قُدْرَتِهِ المُطْلَقَةِ، ثمَّ أَمَرَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يَأْمُرَ قَومَهُ بالفِرَارِ إلى اللهِ تعالى، فَقَالَ: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.
وبناء على ذلك:
فَقَولُهُ تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ﴾ هوَ أَمْرٌ من اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يَقُولَ لِقَومِهِ هذهِ الآيَةَ، وأنَّ الطَّرِيقَ الوَحِيدَةَ أَمَامَهُم هيَ فِرَارُهُم إلى اللهِ تعالى، وأنَّهُ لا مَنجا ولا مَلجَأَ من اللهِ تعالى إلا إِلَيهِ، وأن لا يَظُنَّ الكَافِرُ والعَاصِي أَنَّهُ سَيُفلَتُ من قَبْضَةِ اللهِ تعالى، وأنَّهُ لن يَرجِعَ إلى اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |