طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أنَّ المَبِيتَ بِمَنَى لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشرِيقِ وَاجِبٌ، لِحَدِيثِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَت: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنىً، فَمَكَثَ بِهَا لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ» رواه الإمام أحمد وأبو داود.
وروى الإمام مسلم عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِي مِنىً مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ.
وفي رِوَايَةِ ابن ماجه عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: لَمْ يُرَخِّصِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِأَحَدٍ يَبِيتُ بِمَكَّةَ إِلَّا لِلْعَبَّاسِ مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ.
وذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ، وفي قَولٍ للشَّافِعِيَّةِ، وفي رِوَايَةٍ عن الإمامِ أَحمَدَ إلى أنَّ المَبِيتَ بِمَنَى لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشرِيقِ سُنَّةٌ.
وبناء على ذلك:
فَمَا دُمتَ تَرَكتَ المَبِيتَ بِمِنَى لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشرِيقِ للأَسبَابِ التي ذَكَرتَ، فلا حَرَجَ عَلَيكَ إن شَاءَ اللهُ تعالى، ولا شَيءَ عَلَيكَ عِندَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |