طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: الدُّعَاءُ بِالرَّحمَةِ والمَغفِرَةِ للعَبدِ الكَافِرِ، والاستِغفَارُ لهُ، مَنهِيٌّ عَنهُ شَرعاً، لِقولِهِ تَعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾.
ثانياً: الدُّعاءُ لِلعَبدِ الكَافِرِ بِالهِدَايَةِ لَا حَرَجَ مِنهُ، وذلِكَ لِمَا رَوَاهُ الإمَامُ البُخَاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ دَوْساً قَدْ هَلَكَتْ، عَصَتْ، وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ.
فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وَأْتِ بِهِمْ».
وروى التِرمِذي عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمْ اللهُ، فَيَقُولُ: «يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ».
وبناء على ذلك:
فإِذا عَطَسَ العَبدُ الكَافِرُ، وحَمِدَ اللهَ تَعالى وسَمِعَهُ المُسلِمُ كَانَ عليهِ أن يُشَمِّتَهُ بِقَولِهِ: هّدَاكَ اللهُ، وأصلَحَ بَالَكَ، أو عَافَاكَ اللهُ، ولا حَرَجَ فِي ذَلِكَ، ولكِن لا تَقُل لَهُ: يَرحَمُكَ اللهُ، لأنَّهُ لَيسَ مَحَلاً للرَّحمَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |