طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ يَأمُرُ عِبَادَهُ بالاستِغفَارِ ثمَّ بالتَّوبَةِ، وقَدَّمَ الاستِغفَارَ على التَّوبَةِ، لأنَّ الاستِغفَارَ طَلَبُ الغُفرَانِ والسَّتْرِ، وأمَّا التَّوبَةُ فَهِيَ إِنَابَةٌ ورُجُوعٌ.
لذلكَ من الوَاجِبِ على المُؤمِنِ أن يَستَغفِرَ اللهَ تعالى من جَمِيعِ المَعَاصِي والآثَامِ الظَّاهِرَةِ والبَاطِنَةِ، ثمَّ يَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، وذلكَ بالرُّجُوعِ إلى اللهِ تَبَارَكَ وتعالى، عَازِمَاً على تَرْكِ المَعَاصِي كُلِّهَا، وجَازِمَاً على أن لا يَعُودَ إِلَيهَا، بَعدَ الرُّجُوعِ إلى اللهِ تعالى عَمَّا كَانَ فِيهِ.
وبناء على ذلك:
فَقُدِّمَ الاستِغفَارُ على التَّوبَةِ، لأنَّ الاستِغفَارَ مُقَدِّمَةٌ للتَّوبَةِ، وذلكَ بالاستِغفَارِ، ثمَّ يُقبِلُ على الخَيرِ بَعدَ تَرْكِ الشَّرِّ، مُحَقِّقَاً مَا أَرَادَ اللهُ تعالى مِنهُ.
فالمُؤمِنُ يَسْتَغفِرُ من ذَنبِهِ، ثمَّ يَرجِعُ إلى رَبِّهِ عَازِمَاً على عَدَمِ العَوْدِ، وعلى فِعْلِ مَا أَرَادَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |