طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ».
ثمَّ يَدْعُو بَعْدَ الأَذَانِ بِمَا شَاءَ، لِحَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ» رواه الإمام أحمد.
ونَصَّ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ على أَنَّهُ يُسَنُّ لِمَن سَمِعَ الأَذَانَ مُتَابَعَتُهُ بِمِثْلِهِ، وهوَ أن يَقُولَ مِثْلَ مَا يَقُولُ، إلا عِنْدَ الحَيْعَلَتَينِ (حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفَلاحِ) يَقُولُ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ، وعِنْدَ التَّثْوِيبِ في صَلاةِ الفَجْرِ (الصَّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّوْمِ) يَقُولُ: صَدَقْتَ وبَرَرْتَ، ثمَّ يُصَلِّي على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ يَدعُو دُعَاءَ الوَسِيلَةِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدَاً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُودَاً الَّذِي وَعَدْتَهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وبناء على ذلك:
فَيُكْرَهُ لِمَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ أنْ يَنْشَغِلَ بِغَيرِ إِجَابَةِ المُؤَذِّنِ، وأمَّا أنَّهُ يُخْشَى عَلَيهِ من سَلْبِ الإِيمَانِ، فَلَيسَ بِصَحِيحٍ مَا لَمْ يَسْتَخِفَّ بِالأَذَانَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |