طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد حَرَّمَ اللهُ تعالى على اليَهُودِ بِسَبَ ظُلْمِهِم أَشيَاءَ، مِنهَا مَا ذَكَرَهُ اللهُ تعالى بِقَولِهِ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾. فالأُمُورُ التي حَرَّمَهَا اللهُ تعالى على اليَهُودِ في هذهِ الآيَةِ هيَ:
أولاً: حَرَّمَ عَلَيهِم: ﴿كُلَّ ذِي ظُفُرٍ﴾ من البَهَائِمِ والطَّيرِ، مَا لَم يَكُن مَشقُوقَ الأَصَابِعِ، كالإِبِلِ، والنَّعَامِ، والإِوَزِّ، والبَطِّ.
ثانياً: وَحَرَّمَ عَلَيهِم مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ شُحُومَهُمَا، إلا ما استَثنَاهُ اللهُ تعالى مِنهَا.
مِمَّا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا: يَعنِي مَا عَلِقَ بالظَّهْرِ والجَنبِ من الشُّحُومِ.
أَوِ الْحَوَايَا: يَعنِي المَبَاعِرَ، والمَصَارِينَ، وهيَ الدَّوَائِرُ التي تَكُونُ في بَطْنِ الشَّاةِ، فالشَّحْمُ المُلتَصِقُ بالمَبَاعِرِ والمَصَارِينِ غَيرُ مُحَرَّمٍ.
أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ: يَعنِي الشُّحُومَ التي اختَلَطَت في العِظَامِ فهيَ غَيرُ مُحَرَّمَةٍ.
وبناء على ذلك:
فقد حَرَّمَ اللهُ تعالى على اليَهُودِ كُلَّ ذِي ظُفُرٍ، وبَعضَ شُحُومِ البَقَرِ والغَنَمِ، تَحْرِيمَ تَأدِيبٍ بِسَبَبِ بَغْيِهِم وظُلْمِهِم، وهذا شَرعُ مَن قَبلَنَا، أمَّا في شَرعِنَا فهيَ جَائِزَةٌ، لأنَّهَا مَسْكُوتٌ عَنهَا في دِينِنَا، فَتَبقَى على أَصْلِ الإِبَاحَةِ، فَتَحْرِيمُهَا على اليَهُودِ لِسَبَبٍ خَاصٍّ فِيهِم، وهوَ بَغْيُهُم. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |