طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَعِندَمَا جَاءَ قَومُ سَيِّدِنَا لُوطٍ يُسْرِعُونَ ويُهَرْوِلُونَ من فَرَحِهِم عِندَمَا سَمِعُوا بِضُيُوفِهِ ـ وهُم من المَلائِكَةِ ولكن لا يَعلَمُونَ ـ يُرِيدُونَ فِعْلَ الفَاحِشَةِ، قَالَ لَهُم سَيِّدُنَا لُوطٌ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ يُرشِدُهُم إلى نِسَاءِ المُؤمِنِينَ، لأنَّ النَّبِيَّ بِمَنزِلَةِ الوَالِدِ، فَأَرشَدَهُم إلى مَا هوَ أَنفَعُ لَهُم في الدُّنيَا والآخِرَةِ، كَمَا قَالَ لَهُم في الآيَةِ الأُخرَى: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾.
وبناء على ذلك:
فَسَيِّدُنَا لُوطٌ عَلَيهِ السَّلامُ أَمَرَ قَومَهُ أن يَتَزَوَّجُوا النِّسَاءَ، وحَاشَاهُ أن يَعرِضَ عَلَيهِم سِفَاحَاً، وقَولُهُ: ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي﴾ هُنَّ بِمَنزِلَةِ بَنَاتِهِ، لأنَّ كُلَّ قَومٍ يُوجَدُ فِيهِم رَسُولٌ يَكُونُ بِمَنزِلَةِ الأَبِ لَهُم. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |