طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَسَيِّدُنَا زَكَرِيَّا عَلَيهِ السَّلامُ عِنْدَمَا سَأَلَ رَبَّهُ عزَّ وجلَّ الذُّرِّيَّةَ، وبَشَّرَتْهُ المَلائِكَةُ، وقَالَ: ﴿رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ﴾. لَمْ يَكُنْ شَاكَّاً في وَعْدِ اللهِ عزَّ وجلَّ ولا في قُدْرَتِهِ، إِنَّمَا قَالَ ذلكَ على سَبِيلِ الاسْتِفْهَامِ والاسْتِعْلامِ، فَيَكُونُ المَعنَى: من أَيِّ جِهَةٍ يَكُونُ لِيَ الوَلَدُ؟
أَيَكُونُ بِإِزَالَةِ العُقْرِ عَن زَوجَتِي، ورَدِّ شَبَابِي عَلَيَّ؟ أم يَكُونُ على حَالِنَا من الضَّعْفِ والكِبَرِ؟ فَأَجَابَهُ اللهُ تعالى بِقَولِهِ: ﴿كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾. وكَانَ ذلكَ بِإِصْلاحِ زَوجَتِهِ كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |