طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَمْشِي، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ.
وَذَكَرَ الفُقَهَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، بِأَنَّ الأَكْلَ في الطَّرِيقِ العَامِّ لا حُرْمَةَ فِيهِ، لِعَدَمِ وُجُودِ الدَّلِيلِ الذي يَمْنَعُ من ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ الأَفْضَلُ أَنْ يَأْكُلَ الإِنْسَانُ بَعِيدَاً عَن أَعْيُنِ النَّاسِ، وَذَلِكَ لِمَنْعِ النَّقْدِ، وَرَحْمَةً بالمُحْتَاجِ إِلَيْهِ المَحْرُومِ مِنْهُ، وَتَحَرُّزَاً من وُقُوعِ شَيْءٍ مِنْهُ على الأَرْضِ فَيَتْلَفُ، ولا يُنْتَفَعُ بِهِ.
وبناء على ذلك:
فالأَكْلُ في الطَّرِيقِ مُبَاحٌ لا شَيْءَ فِيهِ، وَمَعَ كَوْنِهِ مُبَاحَاً فَيَنْبَغِي لِأَهْلِ المُرُوءَةِ والفَضْلِ اجْتِنَابُهُ.
فَأَصْحَابُ المُرُوءَةِ يُرَاعُونَ الأَحْوَالَ حَتَّى تَكُونَ على أَتَمِّهَا وَأَفْضَلِهَا؛ وَقَد فَرَّقَ العُلَمَاءُ بَيْنَ الفَضْلِ والمُرُوءَةِ، فَقَالُوا: العَقْلُ يَأْمُرُكَ بالأَنْفَعِ، والمُرُوءَةُ تَأْمُرُكَ بالأَجْمَلِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |