طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى البَيْهَقِيُّ والحَاكِمُ وابن ماجه والترمذي وغَيْرُهُم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ». وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ اللهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً».
يَعْنِي: لَمْ يَبْقَ لَهُ اعْتِذَارٌ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَو مُدَّ لِي في الأَجَلِ لَفَعَلْتُ مَا أُمرْتُ بِهِ.
وبناء على ذلك:
فَالحَدِيثُ صَحيحٌ، والسَّعِيدُ مَن طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ، روى الإمام أحمد والترمذي عَن أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَجُلَاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟
قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ».
قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟
قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ».
ولا يَسَعُنَا في هَذَا العُمُرِ إلا أَنْ نَقُولَ مَا عَلَّمَنَا إِيَّاهُ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرَاً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرَاً لِي» رواه الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَنَقُولَ كَذَلِكَ: «وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا» رواه الترمذي عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.
نَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَتَوَفَّانَا مُسْلِمِينَ، وَأَنْ يُلْحقَنَا بالصَّالِحِينَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |