طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ وَرَدَتْ رِوَايَتَانِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَفِيَّةِ حَوْلَ حَلِيبِ الأَتَانِ، وَالصَّحِيحُ مِنْ كُلٍّ أَنَّهُ نَجِسٌ.
جَاءَ في فَتْحِ القَدِيرِ ـ حَنَفِيُّ المَذْهَبِ ـ وَعَنْ عَيْنِ الْأَئِمَّةِ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ نَجِسٌ نَجَاسَةً غَلِيظَةً.
وَجَاءَ في المَجْمُوعِ ـ شَافِعِيُّ المَذْهَبِ ـ وَحَكَى الدَّارَمِيُّ في آخِرِ كِتَابِ السِّلْمِ في لَبَنِ الأَتَانِ وَنَحْوِهَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ؛ الصَّحِيحُ أَنَّهُ نَجِسٌ.
وَعِنْدَ المَالِكِيَّةِ نَجِسٌ، قَالَ خَلِيلٌ: فَإِنْ كَانَ مُحَرَّمَ الأَكْلِ كَالأَتَانِ، كَانَ لَبَنُهُ نَجِسَاً.
وَأَمَّا عِنْدَ الحَنَابِلَةِ، قَالَ صَاحِبُ الإِقْنَاعِ: وَلَبَنُ غَيْرِ مَأْكُولٍ، وَبَيْضُهُ، وَمَنِيُّهُ، مِنْ غَيْرِ آدَمِيٍّ: نَجِسٌ.
وبناء على ذلك:
فَأَصَحُّ الأَقْوَالِ في لَبَنِ الأَتَانِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ أَنَّهُ نَجِسٌ، لِأَنَّ اللَّبَنَ تَابِعٌ لِلَّحْمِ في الطَّهَارَةِ وَعَدَمِهَا لِذَا لَا يَجُوزُ شُربُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |